بات الحديث عن الرقمنة بمثابة معادلة رمزية متلازمة لكلّ تفاصيل حياتنا، بيانات مفتوحة متدفقة تكاد تعد حتى الأنفاس التي تطلقها الأفواه. حيث ايقاع التطور والتقدم كمؤشر اقتصادي، اجتماعي، تعليمي ، وحكومي يقفز بسرعة في سلم المتغيرات، ومن لايلحق به يبقى خارج سياق الحياة،وفق رؤية خبراء التحول الرقمي ، فما يطرأ عليها من متغيرات وتحولات تجعله في حالة سكون إن لم يكن مستعداً لمجاراتها بأساليب وأدوات تتناسب وانفتاح الذهنية وقدرتها على تحليل الواقع وتشخيص مايلزمه معرفياً لاختيار اللغة المناسبة إلكترونياً.
في المؤتمر الدولي الثالث للتحول الرقمي الذي احتضنته دمشق على مدى ثلاثة أيام قدّم خلاله أكثر من أربعين بحثاً أكاديمياً ودراسة ميدانية وتجارب متبلورة للعديد من الدول العربية، والأجنبية ، والمحلية، مع عرض دقيق ومفصل للتجربة السورية في القطاعين العام والخاص والتي لم تكن بعيدة عن الجو في مجال التقدم التقني والمعرفي ،فكانت خطوات التميز واضحة في مناح عدة وقطعت أشواطاً قبل الحرب العدوانية على سورية، لكنها باتت بأمس الحاجة للاهتمام بها ومساعدتها على التحول الرقمي لترميم ماكانت بدأته ووصل نهاياته في العديد من المشاريع الخدمية والصناعية والتنموية .
فقد أكد خبراء التقنية في مداخلاتهم على أن الدول التي لاتتحول رقمياً تصبح خارج الحاضر والمستقبل كما قال الخبير الاقتصادي الدولي طلال أبو غزالة الذي اعتبر أن التحول الرقمي ليس تجارة ولاحكومة الكترونية ،بل هو خطة متكاملة ،الأهم فيها الرغبة في قيادة التغيير الاستراتيجي بعملية التحول الرقمي،والذي هو بالأساس عملية تغير جذرية تستهدف عدة مسارات في آن معاً وهذا ماتسعى إليه الدول والحكومات والشركات والمؤسسات،بعدما أصبحت صناعة المعلومات أهم من صناعة النفط ،والداتا اليوم هي نفط العصر حيث عائدات محرك البحث “غوغل” وحده على سبيل المثال لا الحصر ١،٣٨٢ ترليون دولار.
عين المجتمع – غصون سليمان