الانحطاط الثقافي وصناعة الإرهاب

الثورة أون لاين – هنادة الحصري:
مما لا شك فيه أن ما تتعرض له مناطق كثيرة في العالم من ارهاب منظم يدفعنا للوقوف والتأمل في هذه الظاهرة الخطرة التي احتلت الصدارة في واقعنا الاعلامي و السياسي ، هذه الظاهرة التي باتت تهدد أمننا السياسي و السيكولوجي الذي كنا نحسد عليه، فهذه العمليات التي تستهدف الانسان والحياة لابد من دراستها للوقوف على الأسس و ايديولوجياتها التي تتسلح بها هذه الجماعات الارهابية.. و هذا يدفعنا لولوج مصادر تكون العقيدة الاجتماعية لدى الانسان والمجتمعات.
و اذا توقفنا عند أسس البنى الفكرية و الدينية التي تغذي الارهاب و تسوغه نرى معرفية متردية في فهم الوجود المختلف للأشياء و الحقائق فهناك عدم التزام حقيقي بالحد الأدنى من الموضوعية أو الرؤية العلمية والمنطقية للأشياء اضافة الى اقحام التدين في تركيبة الارهاب.
و لعلنا وبفطرة ثاقبة الى تركيبة جميع الأديان السماوية نجدها تستند الى حامل لرسالة أو لنقل خطابا عبر التشريعات الدينية أو الأحكام الفقهية والمنظومات الأخلاقية و كلها تتساوى ولاتختلف عن بعضها البعض في أي شيء الا في بعض الأوجه التي تتعلق بطبيعة الكتاب المنزل أو الجهات المخاطبة فيه.. لكن مهما كانت الاختلافات ظاهرة للعيان أو معطية لكل دين هويته ، فهي لا تلغي الحقائق الرئيسية التي تشكل نقاط الالتقاء.
و لكن أن تشهد تعاطيا جديدا مع العالم و الأشياء بمنطق رهيب ، وهو منطق الخير أو الشر أو المؤمن و الملحد أو أهل الدين و أهل الكفر فهذا يعتبر بحد ذاته تفريغا لقيمة الذات أو بمعنى اّخر تبريرا لمحو الانسان من الوجود.. فالناطق باسم الواجبات المقدسة يعتبر نفسه المسؤول عن حركية الدين عبر تأويلات و تفسيرات قاصرة توضح فهمه الخاطئ للخطاب الديني الذي يستند فيه على نصوص مقدسة معتبرا نفسه ممثل الله على الأرض في تجسيده الخير و الشر و أن ما يفعله من خراب و دمار وقتل بحق الاّخر هو تطبيق لواجبه المقدس في حماية الدين و بهذا فهو يبحث عن سند يدفعه لتحقيق فكره الظلامي في التعامل مع الاّخر ملغيا و مكفرا كل ما لا يتوافق معه فكريا و عقائديا.
و ببحث دقيق عن مكونات هوية الارهاب فهو لا يؤمن قط بالاختلاف في وجهات النظر أو الاختلاف في تفسير الكون و الطبيعة فهو احادي الرؤية للأشياء واصطفائي التفكير في العالم و عدواني المنطق في تقييم الأمور وعلى هذا فهو يفشل في ايجاد لغة اخرى لاثبات وجوده ، فيلجأ الى العمليات الارهابية التي تستهدف اناسا أبرياء لا دخل لهم في أي صراع سياسي أو ايديولوجي أو عقائدي.
ان هذه الممارسات التي تمارس تحت غطاء الدين , او الحريات المزعومة التي تتاجر بها واشنطن وهي محاولات تسويغ و تبرير للاستيلاء و السيطرة على الشعوب سايكولوجيا و اجتماعيا و سياسيا بغية تحقيق مخطط أعد له سابقا دون نظرة واسعة شاملة بأن الارهاب بات مسألة معولمة ستنتشر في العالم كله و هو بحاجة الى التنظير و التفكير و التعرية للوقوف ضد ثقافة الموت و تهديد الأمن السياسي و الاداري و السيكولوجي الذي بات حلم العالم كله.

آخر الأخبار
تحرّك في الكونغرس لإلغاء عقوبات 2003 و 2012 المفروضة على سوريا  تعزيز الاستقرار والخدمات في حلب.. ومتابعة التنفيذ وتذليل العقبات الرنين المغناطيسي في "وطني طرطوس" قيد الصيانة.. وآخر جديد بالخدمة قريباً أسعار سياحية في أسواق درعا الشعبية تصريحات الرئيس الشرع تَلقى صدى إيجابياً واسعاً في وسائل الإعلام الغربية والعربية غضب واستنكار شعبي ورسمي بعد جريمة الاعتداء على الشابة روان في ريف حماة قمة ثلاثية في عمّان تبحث تطوير  النقل بين سوريا وتركيا والأردن أنقرة: "قسد" تراهن على الأزمة مع إسرائيل في سوريا… وتركيا تحذر  رؤية استراتيجية لإعادة بناء الاقتصاد السوري.. قراءة في حديث الرئيس الشرع انتهاكات الاحتلال للأراضي السورية.. حرب نفسية خطيرة لترهيب المدنيين منحة النفط السعودية تعطي دفعة قوية لقدرات المصافي التشغيلية "إكثار بذار حلب" تحتضن طلاب "التقاني الزراعي" في برنامج تدريبي باخرتان محمّلتان بـ 31570 طناً من القمح تؤمان مرفأ طرطوس  برؤية متكاملة وواضحة.. الرئيـس الشـرع يرسم ملامح المرحلة المقبلة   تركيا: يجب دعم سوريا.. واستقرارها مهم لأمن وسلام أوروبا ترحيب عربي وإسلامي باعتماد الجمعية العامة "إعلان حل الدولتين "  ناكاميتسو تشيد بتعاون سوريا في ملف الأسلحة الكيميائية وتصف المرحلة الحالية بالفرصة الحاسمة  مشاركة وزير التربية والتعليم في البرنامج الدولي للقادة التربويين في الإمارات  "الخارجية" تُشيد بالمبادرة الأخوية لقطر والأردن بإرسال قافلة مساعدات إنسانية  مركز نصيب الحدودي.. حركة تجارية نشطة ورفع القدرة الاستيعابية