ببساطة شديدة ودون الغوص عميقاً في التحليل والتفاصيل التي بات يسكنها ويستوطنها الأميركي، فإن تزوير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لتقاريرها، لم يعد يكشف تبعيتها للولايات المتحدة فحسب، ولم يعد يثبت بالأدلة القاطعة أنها جزء وطرف أساسي من منظومة الإرهاب والحرب على الشعب السوري، بل بات يؤكد مجدداً عجز وفشل واشنطن وشركائها وأدواتها في تغيير القواعد والمعادلات المرتسمة ووصولها إلى طريق مسدودة، وهو الأمر الذي يدفعها في كل مرة إلى إعادة إنتاج وإخراج مسرحياتها وأكاذيبها بغية تشديد الضغط والحصار على الدولة السورية لإجبارها على الخضوع والتسليم والقبول بالإملاءات والشروط الأميركية.
منظمة حظر الأسلحة الكيمائية باتت ورقة محروقة بيد الأميركي بعد سقوط كل أوراقه، لكن يبدو السقوط هذه المرة مريعاً جداً، ذلك أن استخدام الولايات المتحدة لمنظمة دولية لتكون أداة وجزءاً من الحرب على الشعب السوري سوف يجعل من إرهابها يرتد إليها بأثر عكسي، كما أنه سوف يزيد ويراكم من هزائمها ليس في سورية فحسب، بل في عموم المنطقة والعالم، لاسيما وأن الحقائق بدأت تتكشف ومن داخل أميركا نفسها، وأن الأصوات الغربية والأميركية التي تفضح ادعاءات وتقارير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية المزورة عن سورية بدأت تتعالى مطالبة بإماطة اللثام عن دور المنظمة بتزوير وتزييف الحقائق.
تبدو الولايات المتحدة متجمدة في منطقة اللا وعي واللا حقيقة، لذلك تبدو مصرة على عدم تصديق أن العالم قد تغير وأن حوامل قوتها وهيمنتها قد أضحت في مهب التحولات التي لا تزال تعصف في كل مكان تتوجه إليه باستراتيجيتها التخريبية والاستعمارية، وهذا ما يدفعها لاستنفار كل خيارتها وأوراقها وأدواتها في وقت واحد، كجزء من محاولاتها المتواصلة للعبث بعناوين المشهد وركائزه، بما يحقق لها مساحات إضافية للاستمرار بسياسات وممارسات الإرهاب و التخريب والتصعيد والابتزاز في كل الملفات والقضايا.
حدث وتعليق-فؤاد الوادي