سرقوا الأمان والفرح، واليوم يسرقون طعامنا ونفطنا؛ وقود مدافئنا.. وحتى الدواء.. بذريعة معاقبة القادة الذين لا يمتثلون لأوامرهم ولا يدورون في فلكهم، هراء وكذب إنهم يعاقبون الشعوب البريئة، المرضى والفقراء والعجزة، يريدوننا أنقاضاً مشتعلة.
عام 2001 أمر دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأميركي البنتاغون بصياغة خطط للإطاحة بسبع دول في الشرق الأوسط، العراق، سورية، لبنان، ليبيا، الصومال، السودان، وإيران.. حفاظاً على أمن الكيان الصهيوني والأمن القومي الأميركي كما تدعي إدارته..
وفي عام 2006 وضع البنتاغون والناتو مع السفارة الأميركية في دمشق؛ خططاً لزعزعة استقرار سورية والإطاحة بها، بعد خيبة كولن باول بإقناع الرئيس الأسد بمطالبه، وقبل حدوث المظاهرات بسنوات، ثم تبنوا الحجة لما دعي بالمظاهرات ضد النظام.
عام 2011 هاجمت الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وفرنسا، الدول العربية، أعدمت القذافي بوحشية ودمرت ليبيا، وسلمت مطاراتها للأتراك؛ لنقل الأسلحة المتطورة من ليبيا إلى الإرهابيين في سورية لتدميرها.
عام 2013 أوباما قدم دعماً رسمياً طويل الأمد للإرهابيين في سورية، عبر التصريح لبرنامج (CIA -Timber Sycamore) ثم أعلن رسمياً تسليح وتدريب آلاف الإرهابيين للقتال ضد سورية، وبحماية أميركية، وتم دفع الرواتب لهم.
رافق التدريبات دعم تركي وحملات دعائية ضد سورية، وكان اختلاق كذبة غاز السارين ضد الأطفال، ثم بدأت تنجلي صفاقة وقذارة أهداف الحرب على سورية، والتحريض العالمي الذي هلل له الكيان الصهيوني لمصلحته.
السياسة الأميركية الخارجية تُصنع لصالح الكيان المغتصب لفلسطين، بدأت أميركا تتموضع حول آبار النفط السوري، وتستولي على مسارات النفط والغاز لصالح السعودية وقطر، وتستولي على خطوط الأنابيب، وتدعم مجموعات قسد الانفصالية.
قوَّت خطر الإسلام الوهابي السعودي ضد سورية، فيما برزت أنياب التركي أردوغان؛ ونظراته الجشعة على حلب الصناعية، وبدأ يضع يده الملوثة على نفط الشمال السوري، وسرقة المحاصيل الزراعية، وطمعه باحتلال الأرض السورية.
ما حصل أنعش السوق الأميركية من تجارة السلاح، والصفقات المربحة المدفوعة الثمن من قطر والسعودية، مثل الصواريخ المضادة للدبابات، والدبابات التي أعطتها أميركا للقاعدة، عام 2014 للهجوم على سورية والتموضع فيها عبر الحدود التركية.
عام 2015 غزت أميركا شمال سورية، واستولت على النفط السوري، وسرق الانفصاليون من ميليشيا قسد المدعومون أميركياً القمح؛ وقاموا ببيعه للأتراك، وحُرقت حقول قمح كثيرة، وأخليت قرى حدودية بقوة السلاح وزُرع فيها أغراب، لتغيير البيئة الديموغرافية.
واليوم تعاني سورية وشعبها من حرب -أميركية غربية- اقتصادية عنيفة، بتشديد الحصار على مواد البناء؛ منعاً لإعادة الإعمار، وتضييقاً على المواطن السوري ولعرقلة عودة السوريين إلى بلادهم.. لما فيه من خطر يهدد مصالح أعدائها.
لأن عودة المهجرين تعني إعمار بلدهم، وعودتها إلى الاستقرار؛ والأمان الذي كانت تنعم به، ما يأخذها إلى الحالة التنموية في المجالات كافة والتي كانت أحد أسباب العمل على تحطيم سورية، بمعاونة الخونة والعملاء، لتصبح أنقاضاً مشتعلة.
إضاءات – شهناز صبحي فاكوش