وفق توقيت دمشق تضبط الدولة السورية مواعيد استحقاقاتها الرئاسية المدرجة في الروزنامة الدستورية، وعلى ساعات إنجازاتها الميدانية والسياسية تصيغ ملامح حاضرها بممارسة كل استحقاقاتها الوطنية وتسهيل إنجازها، وترسم آفاق مستقبلها بهمة وعزيمة جيشها الباسل الذي حرر القسم الأكبر من الجغرافيا الوطنية ويستكمل مهامه التحريرية لاستعادة كل رقعة محتلة ما زالت ترزح تحت نير الإرهاب ومشغليه، وبصمود شعبها الذي استعصى على عتاة الإرهاب العالمي فك شيفرة تلاحمه مع دولته وجيشه، واستعصت إرادته على الكسر أو التطويع الاستعماري.
تكمن أهمية الحدث الاستحقاقي الرئاسي المرتقب في دلالاته ومعانيه، ويكتسب خصوصيته من أنه يجري في ظروف بالغة التعقيد لجهة ارتفاع منسوب الضخ العدائي وزيادة صخب التشويش، والمؤامرات الكبيرة التي تحاك لمنع إنجازه عبر استباقه بحملات مسعورة من قبل محور العدوان الذي يدرك جيداً أن إنجاز الاستحقاق في مواقيته وإتمام العملية الانتخابية بمعزل عن التدخلات والإملاءات العدوانية، وبمنأى عن المهاترات العقيمة، سيوجه صفعة أخرى تحفر عميقاً في وجوه أعداء الشعب السوري ويشكل نصراً مضافاً لسجل انتصارات الدولة السورية.
فأن تعلن الدولة السورية عن إجراء الانتخابات الدستورية الرئاسية في مواعيدها رغم الظروف العصيبة التي يعاني منها السوريون والتي أنتجها حصار غربي وأميركي جائر، ورغم زوابع التضليل وعواصف الادعاء الكاذب التي يتم استثارتها في المحافل الدولية لتعطيل عجلة الحياة الدستورية واستهداف الاستقرار والتعافي السوري المنجز، فهذا يحمل في مضمونه وأبعاده رسائل بالغة الأهمية وقوية المعاني لكل من يسعى لوقف حياة السوريين وشل عمل مؤسسات الدولة، فمن انتصر في ميادين المعارك ونسف المشاريع الاستعمارية لن تنال من إرادته سهام الإرهاب وإن زاد منسوب السموم في نصالها.
عشر سنوات من الحرب الإرهابية لم يترك فيها محور العدوان وسيلة أو أسلوباً قذراً إلا ومارسوا طقوس العربدة فيه لاستنزاف قدرات الدولة السورية وإنهاك جيشها، فعولوا على مرتزقة إرهابهم لتغيير معادلات الميدان، وتمادوا في افتراءاتهم وتجييشهم الدولي لاستحضار تهم مسبقة التصنيع في مختبرات التضليل، ولهثوا لمنع تحرير الأراضي السورية، وجهدوا لعرقلة دوران عجلة التعافي والإنتاج لكنهم فشلوا وسيفشلون، وسيبقى النصر قطافاً سورياً بامتياز، وبيادره لن تكون إلا في السلال السورية.
سيثبت السوريون من خلال ممارستهم حقهم الدستوري وأدائهم لواجبهم الوطني بالانتخاب أنهم أكثر منعة ووعياً، وأكثر صموداً وإرادة، ففي كل إنجاز سياسي أو ميداني أو دستوري ينجزه الشعب السوري بتلاحم فريد مع دولته وجيشه يدق إسفيناً في نعش الأوهام والمخططات الاستعمارية.
حدث وتعليق- لميس عودة