في قراءة النص الشعري وتحليله

 

الثورة أون لاين – سلام الفاضل:

لن يكون الحوار مع الشعر في يوم من الأيام، حواراً عادياً؛ لأن الشعر في الأصل تجاوز للعادة وخرق للمألوف؛ ولأنه كذلك تحسب نفسك في عالم سحري، ينسج الخيال فضاءاته، ويلفّه الوجدان بمكنون عواطفه واندفاعاته إلى مكان لا شيء يحدّه. ومما لا بد منه، والحال كذلك، مقاربة ما تقرأ أو تسمع بحس ناقد، احتراماً لتفرّد الشعر، لأنك إذا جلوته كشفت معدنه، من دون تعطيل لإرادة الذوق السليم، وما تأسس عليه، بعد دربة ومران، لا يضيران تلقي الشعر، والانفعال به وله.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا بعد الخوض في هذه المقدمة التي تتحدث عن روح الشعر ذات الطبيعة الخاصة، التي كانت أحد أهم العوامل التي جعلته عصياً على التعريف، يأبى التقييد، ويجمح نحو الانطلاق هو: هل يمكن أن تكون مسألة قراءة الشعر وتحليله علماً تطبيقياً فحسب؟
سؤالٌ يملك من المشروعية العلمية والبحثية ما يدعه جديداً ومستمراً وطازجاً؛ ذلك أن الإفادة من المناهج البحثية الحديثة والمعاصرة منها أيضاً، أثبتت عدم قدرة الباحث على تحديد الإجابة القطعية له بـ (نعم) أو (لا)، ومع هذه المسافة الواقعة بين احتمال إحدى الإجابتين يصدر الفعل النقدي ممارسة جادة لتأصيل “علمنة” النقد، بعيداً عن أدواء كثيراً ما ابتلي بها كالغاية الشخصية، والوقوع في المهاترات والمنافرات الصادرة عن مواقف خاصة، وغير ذلك من الحالات التي لا تخفى على متتبعي حركة النقد الأدبي العربي في العصر الحديث.
ومن هنا تأتي أهمية مباحث الكتاب الجديد الصادر مؤخراً عن الهيئة العامة السورية للكتاب تحت عنوان (في قراءة النص الشعري وتحليله)، وهو من تأليف: د. أنس بديوي؛ إذ ترتجي هذه المباحث الوصول إلى اقتراح مشروع قراءة نصيّة بأدوات تحليلية، تعتمد الإفادة من المنهجية العلمية التي حاول النقد الأدبي النهوض عليها، على غرار العلوم التطبيقية، في محاولة منها للإجابة عن جملة من الأسئلة منها: ما مدى تلك الإفادة؟ وهل تنسجم وروح النقد وجوهره؟ وما أثرها في تطوير مفهوم النص وآلية تلقيه؟؛ وذلك عبر البدء في تحديد دلالة المصطلحات التي شكلت الأساس النظري الجامع لفصول هذا الكتاب، وهي: النص الشعري، والقراءة، والتحليل.
ويرى مؤلف الكتاب عند حديثه عن مصطلح (النص الشعري): “أن تقييد النص بوصف الشعري يُخرج قصيدة النثر من دائرة مفهوم الشعر في هذه الدراسة، ويلزم نفسه بالنمطين القديم والجديد. أي ما جاء منه على الأوزان الشعرية العربية القديمة وتنويعاتها، وما خرج على هذه الأوزان في العصر الحديث، منذ الحركة التي أصابت الشعر الحديث في خمسينيات القرن العشرين على أيدي روّادها السياب ونازك الملائكة ومن جاء بعدهما من الشعراء الذين كتبوا على هذا النمط ونوّعوا في استعماله تطويراً وتجريباً…”.
يقع هذا الكتاب في أربعة فصول حاول خلالها المؤلف أن يقارب نقدياً، صفحات قليلة لنماذج شعرية، قدحت زند الفكر بمباحث ألحّت على وضوح العبارة والرأي النقدي، والنأي بهما عن الغموض والتعقيد، دون الوقوع في التبسيط المُخلّ؛ قرباً من المتلقي العادي، وإفادة لصاحب الاختصاص. وكان أولها بعنوان (شعريتان في ميزان التحليل النصي الواحد)؛ قدم المؤلف خلاله نموذجاً للنقد التطبيقي، في مباشرة النص الشعري، على اختلاف شكله الإيقاعي ونمطه.
وتناول المبحث الثاني الحديث عن الذاكرة الاجتماعية للنص الشعري عند وجيه البارودي، وبحث في تأصيل البعدين: التنويري والثقافي، عند شاعر أسس شعره التصويري حالة خاصة، كان لها إسهام فعّال، وأثر بيّن في سياقها الزمني، وفي بيئتها المكانية أيضاً.
في حين عرض المبحث الثالث صورة الغرب في شعر نزار قباني، ووقف على دراسة الآخر من منظور “الصورولوجيا”، مبيناً دور المثافقة في بناء ذات الشاعر الناقِدة.
وقدم المبحث الرابع قراءة في المجموعة الشعرية (أبعد من الأصدقاء… أقرب من الخصوم) للشاعر راتب سكر، بغية استجلاء شعرية النص انطلاقاً من عتباته، ثم الكشف عن مسارات الشعرية النصية، بالوقوف على مكونات رئيسة لبنية القصيدة الشعرية.
بقي أن نشير ختاماً إلى أن هذا الكتاب يقع في 125 صفحة من القطع الكبير.

آخر الأخبار
أسعار سياحية في أسواق درعا الشعبية تصريحات الرئيس الشرع تَلقى صدى إيجابياً واسعاً في وسائل الإعلام الغربية والعربية غضب واستنكار شعبي ورسمي بعد جريمة الاعتداء على الشابة روان في ريف حماة قمة ثلاثية في عمّان تبحث تطوير  النقل بين سوريا وتركيا والأردن أنقرة: "قسد" تراهن على الأزمة مع إسرائيل في سوريا… وتركيا تحذر  رؤية استراتيجية لإعادة بناء الاقتصاد السوري.. قراءة في حديث الرئيس الشرع انتهاكات الاحتلال للأراضي السورية.. حرب نفسية خطيرة لترهيب المدنيين منحة النفط السعودية تعطي دفعة قوية لقدرات المصافي التشغيلية "إكثار بذار حلب" تحتضن طلاب "التقاني الزراعي" في برنامج تدريبي باخرتان محمّلتان بـ 31570 طناً من القمح تؤمان مرفأ طرطوس  برؤية متكاملة وواضحة.. الرئيـس الشـرع يرسم ملامح المرحلة المقبلة   تركيا: يجب دعم سوريا.. واستقرارها مهم لأمن وسلام أوروبا ترحيب عربي وإسلامي باعتماد الجمعية العامة "إعلان حل الدولتين "  ناكاميتسو تشيد بتعاون سوريا في ملف الأسلحة الكيميائية وتصف المرحلة الحالية بالفرصة الحاسمة  مشاركة وزير التربية والتعليم في البرنامج الدولي للقادة التربويين في الإمارات  "الخارجية" تُشيد بالمبادرة الأخوية لقطر والأردن بإرسال قافلة مساعدات إنسانية  مركز نصيب الحدودي.. حركة تجارية نشطة ورفع القدرة الاستيعابية  لقاء الرئيس الشرع مع قائد القيادة المركزية وباراك يفتح آفاق تعاون جديدة لمواجهة "داعش"  الرئيس الشرع.. الاستثمار بوابة الإعمار واستقرار سوريا خيار ثابت المولدة تحرم أهالي "الصفلية " من المياه.. ووعود !