الثورة أون لاين- بقلم أمين التحرير- محمود ديبو
استطاعت تظاهرة أسواق الخير التي رعتها وزارة الأوقاف وعززت من وجودها في مختلف المحافظات، أن تغير القناعات السابقة بأن معظم هذه التظاهرات التي كانت تقام سابقاً، هي مجرد بهرجات إعلامية ودعائية يسعى إليها بعض المنتجين والموردين لأهداف تسويقية وإعلانية بحتة، من دون أن يكون لها أي صدى حقيقي لدى المستهلكين.
فأسواق الخير التي بدأت تقام مطلع شهر رمضان المبارك هذا العام شهدت إقبالاً لافتاً لا لشيء وإنما لأنها استطاعت أن تحقق مصداقية مع المستهلك، لجهة تقديم السلع والمنتجات بأسعار أقل من أسعار السوق وبالجودة والمواصفة نفسها، وهذا ما يطلبه المستهلك ويسعى إليه، خاصة في ظل موجات الغلاء التي ضربت أسواقنا خلال الأشهر الماضية وقادها بعض التجار والموردين لحصد أعلى نسب أرباح ممكنة، غير آبهين بحال المواطن ومعيشته التي تأثرت كثيراً نتيجة هذا السلوك غير الأخلاقي.
ولعل مثل هذه التظاهرة تكشف حقيقة واحدة وهي أن من كان وراء رفع الأسعار والتلاعب بمستوياتها، يتلطى خلف ذرائع واهية ويحتج بأنه مضطر لرفع أسعاره حتى لا يقع بالخسارة، في حين إن البعض من هؤلاء يحاولون تغطية تلاعبهم لتحقيق أرباح أعلى.
والملاحظ أنه، وبعد أيام قليلة من بدء هذه الفعاليات في عدة مدن ومحافظات، بدأ المستهلكون يطالبون بضرورة استمرار هذه التظاهرة على مدار العام وليس فقط في شهر رمضان بعد أن جربوا ولاحظوا ووثقوا بأن الأسعار التي تباع بها السلع أقل من الأسواق، وبالتالي معظم الشرائح المنهكة من الغلاء تحتاج لاستمرار مثل هذه التظاهرة حتى تتخلص من استغلال بعض المتلاعبين والمستغلين.