الثورة أون لاين- عبد المعين زيتون:
ليس خافياً على السوريين أن بلدهم مرّ عبر تاريخه في سلسلةٍ من هجمات قوى الشر التي تعددت وتلونت، لكن أخطر هذه الهجمات كانت تلك التي مرت في السنوات العشر الأخيرة، لكن البقاء لدى أبسط مواطنٍ سوريّ لم يكن حلماً في أحلك وأشد حلقات العدوان بقدر ما كان حقيقةً أثبت فيها أنه لا يمكن لأي قوة مهما تعاظمت أن تهزمه على أرضه. ولسنا هنا بصدد إثبات هذه الحقيقة لأن الواقع الذي عصف بالسوريين شعبا وأرضا أكد هزيمة الأعداء الذين تكالبوا من كل أصقاع الأرض لإسقاط المواطن والوطن معا، لكن النتيجة أنه وبعد عشر سنوات ونيف بقيت سورية.. وسقط الأعداء.
ويأتي الاستحقاق الرئاسي الذي يشهده الوطن في هذه الأيام تتويجاً لانتصارات السوريين و وطنهم على كل من خطط و تآمر لإسقاط الدولة السورية، وهاهو اسم الجمهورية العربية السورية بكيانها وشعبها يؤكد اليوم أن الاستحقاق الرئاسي هو من أطيب ثمرات الانتصار الذي تحقق لسوريتنا، ويحضر الاستحقاق ليؤكد أن سورية حاضرة فيما أفلت رموز العدوان وتلاشت أهدافه و رموزه.
وهكذا تعيش سورية اليوم استحقاقها الرئاسي بعمق تاريخها وأصالة شعبها لتؤكد من جديد أنها الدولة العصية على الانكسار لا سمح الله.
وليؤكد شعبها من جديد أيضا لكل شعوب الأرض أنه الشعب الأصيل الذي لا تغيب حضارته وأصالته مهما اشتدت المحن التي تمر به.
فشعبنا اعتاد عبر تاريخه الطويل على المحن والعدوان، وفي كل مرة كان يثبت أصالته ويؤكد أنه الشعب الحي المتمسك بحقوقه وسيادته على أرضه وتحت سمائه.
هذا الشعب الذي خرج من كل المحن التي مر بها أقوى من ذي قبل، أقوى بعزيمته وأقوى بوعيه لذاته وحقه في الوجود الحر على ترابه.
ينتصر السوريون إذا في هذه المرحلة، وعبر تمسكهم في حقهم بالاستحقاق الرئاسي على منصب رئاسة الجمهورية العربية السورية، ليغلقوا بذلك آخر أبواب الشر الذي أحاط بهم من كل جانب في مشهد عز نظيره بين شعوب الأرض.
يأتي الاستحقاق الرئاسي اليوم ليؤكد أن سورية الوطن والدولة ما تزال عبر تاريخها الحديث والقديم الصورة النابضة والمشرقة في الوجدان العربي و الإنساني فهي التي أعطت للإنسانية ولم تبخل العلم والفكر والحضارة.
هذه الصورة اليوم تنبض بقوة وإصرار بعدما شعر المواطن السوري بجرح أراد منه الأعداء أن يستمر بالنزيف.
إن سورية اليوم لم تغلق باستحقاقها الرئاسي آخر أبواب الشر وحسب بل تنهض لتلكأ جرحها وتنهض وهي معافاة وكأن الذي عصف بها لم يكن ليحقق ما أراده الأعداء في النيل من شرف وكرامة هذا المواطن السوري الفذ الذي زادته المحنة تمسكاً بوطنه وكيان سوريته العظيمة.
وهكذا يرى السوريون أن مستقبلهم الحقيقي في الحفاظ على وجودهم وكرامتهم، لهذا يتطلعون إلى الاستحقاق الرئاسي على أنه ليس واجباً وحسب بل حق وطني واستحقاق سيادي يتمسكون به كما تتمسك الأم برضيعها وتقاتل بكل مالديها للدفاع عن حياته والحفاظ على سلامته ووجوده