الملحق الثقافي:حبيب الإبراهيم :
بالرغم من تكالبِ كلّ قوى الشرِّ والعدوان في العالم، للنيلِ من صمودِ ومواقف سوريتنا، سورية الوطن والإنسان، ونهجها الوطني والقومي المقاوم، وبالرغمِ من قيام العدوّ بحشدِ كلّ إمكانياته المادية والمعنوية، لاستهداف مَوَاطن الجمال والحضارة في سورية، وتفتيتها وتحويلها إلى إماراتٍ تكفيريّة، ظلاميّة، متناحرة، متحاربة، تقودها أجندات خارجية. بالرغم من كلّ ذلك، فإنّ سورية البهيّة بهاءَ سهولها وجبالها، الجميلة جمال بحرها وبواديها وآثارها، استطاعت أن تصمدَ وتقاوم وتنتصر، وهذا الانتصار التاريخي لم يكن ليتحقّق لولا التلاحم الأسطوريّ بين الجيش والشعب والقائد، الثالوث المقدّس الذي أثبت للعالم أجمع، أنّ السوريين هم وحدهم صُناع الحياة، صنّاع النصر، صنّاع المجد والمعجزات، بصمودهم وتضحياتهم، بدماء شهدائهم، ببطولات جيشهم.. هم وحدهم، من يكتب أسفار العزّة والكرامة، أسفار الإباء والكبرياء….
كلّ هذه الإنجازات التي تحقّقت، رَسَمَ أبجديتها قائد ٌشجاع، قائدٌ بحجم المرحلة التاريخية، قائدٌ رفض كلّ الضغوط وما انحنى، واجهها ببسالةٍ وقدرة فائقة على تحليل معطياتها وأدواتها لمصلحة الوطن والمواطن، قائدٌ واجه العالم وهو في عرينه يقودُ المعركة، ويحقق الانتصار تلو الآخر، وفي مختلف جبهات القتال التي سعى الأعداء لجعل الحربِ فيها مفتوحة، مثلما لإضعاف الجيش العربيّ السوريّ الذي كان وفياً لِقَسَمه، فقاتلَ ببسالةٍ، وقدّم قوافل الشهداء فداءً لوطنه، وسيادته، وقراره الوطني المستقل…
إنّهم رجال جيشنا الباسل، حُماة الديار، حُماة الأرض والعرض، أهلُ الثقة وحملةُ الأمانة، صُنّاع الفجر والكرامة، ومن خاطبهم سيّد الوطن:
“ثقتنا بكم مطلقة، وأنتم أهلُ الثقة وحَملة الرسالة المؤتمنون على حاضر الوطن ومستقبله، فإليكم ترنو الأبصار، وتهفو قلوب ملايين السوريين المتطلِّعين إلى غدٍ قريب مشرق”.
هي ملحمة وطنية كبرى، خاضتها سورية دفاعاً عن وجودها واستقرارها، عن ماضيها الحضاريّ الممتد لعشرة آلافِ عام، عن حاضرها ومستقبلها.. خاضتها وهي متيقنة بأنّ النّصر سيكون حليفها، بقيادة السيد الرئيس “بشار الأسد”، الذي كان قرارهُ، ومنذُ اللحظة الأولى لبدءِ المؤامرة، ومشروع العدوان، محاربة الإرهاب ودحره، وملاحقة فلوله، والعمل بقوّة وإصرار على تطهير كلّ شبرٍ من أرض سورية، من الفكر الوهابيّ، التكفيريّ، الظلاميّ.. هو قرارٌ وطنيّ، يستندُ إلى دستور البلاد، وقرارها المستقل .
قاتل السوريون ببسالةٍ، دفاعاً عن الوطن، وسيَّجوه بالُمقل وأهداب العيون، وحموه وحافظوا عليه بأرواحهم ودمائهم الطاهرة، وهذا ما عبّر عنه أيضاً، السيد الرئيس “بشار الأسد”، عندما قال:
“الوطن ليس لمن يسكن فيه بل لمن يدافع عنه ويحميه”.
لقد خاضت سورية بحكمة قائدها، حرباً وطنيّة عظمى بكلّ معنى الكلمة، واجهت خلالها أعتى قوى الشرّ والبغي والعدوان في العالم.. القوى التي سخّرت كلّ قواها المادية والبشريّة والعسكرية والاقتصادية، وكلّ أجهزتها الاستخباراتية والإعلامية، لتشويه صورة سورية الحضارة والتراث والتاريخ، سورية الموغلة في القدم. سخّرت كلّ ذلك، دون أن تنال إلا الفشل في تحقيق ما سعت إليه، وبفضل الصمود الأسطوريّ، للجيش والشعب والقائد.
إنه الصمود الذي أثبت، مقدار ثقة السوريين بجيشهم وقائدهم، وأنهم بُناة الحضارة وصُنّاع الانتصارات العظيمة. بأنهم أيضاً، لن يتخلّوا عن قِيمهم ومبادئهم ودورهم البطولي والإنسانيّ.
أثبتوا ذلك، بوعيهم وصمودهم وثباتهم.. بصبرهم وتضحياتهم.. بإيمانهم العميق بوطنهم وعدالة قضيتهم، وبكلِّ ما ترجموا من خلاله، قول القائد المؤسس “حافظ الأسد”: “لن تستطيع قوّة في الدنيا أن تفرضَ علينا الاستسلام أبداً”.
عندما أخفق الأعداء في تحقيق أهدافهم ومشاريعهم بالقوة العسكرية، اتّجهوا إلى ما يسمى “الحرب الناعمة” فكانت العقوبات الاقتصادية، وكان قانون قيصر وحصار سورية.. مُنع وصول الغذاء والدواء لها، وضُربت السفن الحاملة للمواد الضرورية، بهدف الضغط الذي اعتمدوه، للنيلِ من الصمود العظيم لشعبها.
كلّ هذه الإجراءات وسواها باءت بالفشل، عبر صبرِ الشعب السوري الذي يعشق وطنه، ويحبّ قائده، ويقدّس جيشه..
كلّ هذه الإجراءات باءت بالإخفاق، واستمرت مسيرة الحياة والبناء المتسارعة، التي حافظت على هذا الصمود، وعزَّزت الثقة بأن المستقبل الذي ننشده ونضعه هدفاً بين أعيننا، ونسعى لتحقيقه، سيكون مع صباح السادس والعشرين من آيار.. اليوم الذي ستتَّجه فيه جماهير شعبنا، وفي جميع محافظات القطر، لتنتخب قائدها.. القائدُ الذي ترى فيه، عنوان صمودها، وبوصلة الحقيقية إلى المستقبل المشرق، والحياة العادلة والآمنة.
التاريخ: الثلاثاء27-4-2021
رقم العدد :1043