ليس تقليداً اعتيادياً عندما نحتفي بعيد العمال، وليس العيد مناسبة تمر عابرة دون أن نستعيد معاً بطولات عمال سورية الذين كانوا جنباً إلى جنب بل وفي الخندق نفسه مع جيشنا العربي السوري الباسل يواجهون معاً تحديات الهجمات الشرسة التي قام بها الإرهابيون في تدميرهم للبنى التحتية وتخريبهم للمؤسسات الخدمية في محاولة يائسة لتحقيق أهدافهم العدوانية وأطماعهم الشرهة بمقدرات البلاد وثرواتها.
وجميعنا يذكر كيف قام عمالنا بدورهم إبان الحرب الشرسة على سورية، فكانوا على رأس عملهم، يستعدون لتقديم الخدمات والقيام بواجبهم كلّما دعت الحاجة إليهم، وكم من الشهداء قضوا في مواقع العمل، ولكن ذلك لم يضعف العزيمة، بل كانوا أكثر إصراراً على القيام بما يمليه وعيهم وإيمانهم بأن الجميع معني بشؤون الوطن كل من موقعه، ولكل دوره وواجبه الوطني.
ولأنهم حجر الأساس في البناء والإعمار، لابدّ أن نعود بالذاكرة إلى عقود خلت، ونستذكر إنجازاتهم الكبيرة التي تحققت ولاتزال الشاهد الحي الذي يحكي وعيهم وانتماءهم لكلّ ذرة من تراب الوطن” يبنون، يضحون، يصمدون، ويقاتلون” من أجل إعلاء شأن الوطن وحمايته والذود عنه.
و بفضل سواعدهم القوية، وتفانيهم في العمل نعيد اليوم بناء ماتهدم، إنها المسؤولية التي يضطلع بها عمال بلادنا في المواقع كافة، ولاننسى هنا دور المرأة التي كانت تقف أيضاً في المواقع كافة للقيام بدورها، فهي المرأة التي تربي وتعمل وتبني في الآن نفسه، وقد رسمت لمستقبلها أنموذجاً يحتذى في العالم جميعه” أم، عاملة، مربية ومقاتلة” وقبل هذا وذاك تنهض بواقعها متحدية ظروف الحياة وقسوتها.
ولاشك جميعنا يدرك أهمية أن نعمل جميعاً في هذه الظروف الاستثنائية جنباً إلى جنب” وكلنا عمال في هذا الوطن” من أجل النهوض بالوطن وإعادة بنائه وازدهاره، يدفعنا انتماؤنا وتجذرنا بهذه الأرض التي رويت بدماء شهدائنا، وصون إنجازاتهم، والوفاء لأرواحهم النقية التي مابخلوا بها يوماً.
مباركة جهودكم عمال وطني .. مباركة سواعدكم القوية..
بناة الوطن.. كل عام وأنتم بألف خير.
رؤية- فاتن أحمد دعبول