رغم سنوات الحرب القاسية جداً وما تركت من آثار وغيرت من مفاهيم وآراء لم يتراجع السوريون يوماً عن أداء واجباتهم وتحمل مسؤولياتهم خاصة إذا ما تعلق الأمر بمبادئ أساسية لها علاقة بسيادتهم وانتمائهم لوطنهم وترسيخ مبادئ الديمقراطية الوطنية.
انطلاقاً من ذلك فهم يستعدون ويتأهبون للمشاركة في واحدة من أهم الاستحقاقات الوطنية التي ترسخ مفهوم الدولة والمواطنة واحترام الدستور ألا وهي الانتخابات الرئاسية المقررة في الـ 26 من الشهر الجاري أيار.
هذه المشاركة تعني الكثير ولها مدلولات كبيرة جداً وتعطي نتائج مهمة خاصة في هذا التوقيت بالذات وبعد أكثر من عشر سنوات من الحرب قدم خلالها الشعب السوري أروع صور المقاومة وصمود في وجه الإرهاب وبرهن بما لايدع مجالا للشك عمق انتمائه الوطني وقدرة فائقة على التضحية وإنكار الذات وعلى وجه الخصوص عندما يتعلق الأمر بالهوية ومصير الوطن.
المشاركة في الانتخابات الرئاسية ليست فقط واجباً وطنياً وحقاً دستورياً أو مجرد مشاركة عادية عابرة هي في هذه الظروف الصعبة والمريرة إن صح التعبير والاستثنائية وبعد تجربة حرب كونية على وطننا مارس خلالها الأعداء أبشع وأقذر أساليب القتل والتدمير والتخريب، هي واجب وحق ودافع ومسؤولية وحالة وطنية ودليل آخر على صحة مواقفنا وقراراتنا وقدرتنا على مواجهة أعتى الأخطار والغطرسة التي يخطط لها الأعداء.
في الـ 26 من أيار هذا العام سيؤكد السوريون مرة جديدة كما هم دائماً أنهم جديرون بالحياة: بناة حضارة إنسانية ضاربة في التاريخ يحملون قيماً ومبادئ سامية ويجمعهم ويوحدهم حب الوطن والتفاني من أجله.
عند كل منعطف مصيري في حياة الأوطان والشعوب وحين موعد الاستحقاقات الكبرى المصيرية والتاريخية يبدع السوريون في العمل والإنجاز ويتفننون في وسائل التعبير عن تمسكهم بالوطن والدفاع عنه ويترجمون ذلك بأبلغ الصور والمعاني بالفعل قبل القول، وما تعرض له الوطن من حرب وعدوان وحصار ولايزال حتى الآن وما فعل السوريون وقاوموا وصبروا وضحوا خير مثال، وفي الـ 26 من أيار مثال آخر وتاريخ آخر يخطونه بأحرف وطنية مسؤولة.
حديث الناس- هزاع عساف