الشهداء وسنابل النصر

في السادس من أيار عام 1916 أعدم جمال باشا السفاح نخبة المناضلين والمثقفين في دمشق وبيروت، وعلقهم على أعواد المشانق في محاولة يائسة من الحكم العثماني لإسكات أصواتهم التي تعالت مطالبة بالحرية والاستقلال.

ورغم فظاعة هذه الجريمة التي طالت عدداً كبيراً من النخب السياسية والفكرية العربية إلا أنها شكلت فجراً جديداً، حيث كانت الشرارة الأولى في وجه سياسة التتريك والطغيان والظلم والاستبداد والاضطهاد، والتي جثمت على صدر الأمة العربية لعقود استمرت لأربعة قرون من الزمن، مارس خلالها العثمانيون أبشع صور البطش والاستعباد والإرهاب بحق شعبنا.
سورية عبر تاريخها المشرف، ومنذ الاحتلال العثماني الغاشم، قدمت قوافل الشهداء وصولاً إلى دحر الاستعمار الفرنسي، كما سطر شهداء الوطن أروع الملاحم في حرب تشرين التحريرية ومعارك الدفاع عن لبنان ضد الغزو الصهيوني، وصولاً إلى التصدي لتنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، وفي مواجهة الكيان الصهيوني الغاصب وأدواته وأعوانه، حيث قدم الشهداء مثالاً في العطاء والتضحية والفداء، وقد وصفهم القائد المؤسس حافظ الأسد بقوله: ((إن أشرف شرفاء الأمة هم شهداؤها وليس النصر إلا السنابل التي بذلتها دماء الشهداء)).
في السادس من أيار يستذكر السوريون الماضي المجيد ويستحضرون ذكرى الشهداء ليكون هذا اليوم خالداً في حياة وذاكرة السوريين الذين قدموا أروع ملاحم البطولة والفداء، وعيونهم تتطلع بنظرة الواثق بالنصر في الحرب التي يخوضها الجيش العربي السوري ضد قوى الإرهاب التكفيري الظلامي وداعميه، والذين لم يدركوا حتى هذه اللحظة استحالة كسر إرادة شعب عشق الشهادة في سبيل حرية الوطن، وقدم الغالي والنفيس في سبيل صون حرية وكرامة ووحدة سورية.
ما أشبه عالم اليوم بالأمس، حيث يحاول الطاغية العثماني ومجاميعه الإرهابية بالتعاون مع دول محور الشر والعدوان مواصلة حربهم وحصارهم لتدمير سورية، وسرقة ثرواتها النفطية والمائية، ونهب خيراتها في محاولة يائسة منهم لتكرار استعمارهم القديم متعامين عن دروس الماضي، وأن الأرض التي قدمت قوافل الشهداء مستعدة ومستمرة لتقديم المزيد، وأن كل قطرة دم سالت وامتزجت بترابها الطاهر ستنبت سنابل نصر جديد، فسورية ستبقى الجبل الشامخ الذي تتحطم على أعتابه أوهام العدو، بفضل تضحيات جيشنا الباسل الذي أكد أن عبق التضحيات سيبقى مستمراً حتى تحرير واستعادة كل شبر من أراضينا المحتلة.

أروقة محلية- بسام زيود

آخر الأخبار
ذكرى الكيماوي في الغوطتين.. جرح مفتوح وذاكرة عصيّة على النسيان قلب شجاع من تل أبيض ينال التكريم.. أبو عبدالله يثبت أن الإنسانية أقوى من المستحيل   مدير منطقة حارم يزور كلية الشرطة ويقدر جهودها في تخريج دفعة مكافحة المخدرات   بين الدخان واللهيب..  السوريون يكتبون ملحمة التضامن 6000 هكتار مساحة حرائق ريف حماة     طفولة بلا تعليم.. واقع الأطفال النازحين في سوريا   حلب تبحث عن موقعها في خارطة الصناعات الدوائية  الرئيس الشرع يصدر المرسوم 143 الخاص بالمصادقة على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب مدير المخابز لـ"الثورة": نظام إشراف جديد ينهي عقوداً من الفساد والهدر زيادة غير مسبوقة لرواتب القضاة ومعاونيهم في سوريا  الشيباني يبحث مع نظيره اليوناني في أثينا العلاقات الثنائية وقضايا مشتركة عاملة إغاثة تروي جهودها الإنسانية في سوريا ريف دمشق تستعيد مدارسها.. وتتهيأ للعودة إلى الحياة حماية التنوع الحيوي وتحسين سبل العيش للمجتمعات المحلية في البادية تحسين واقع الثروة الحيوانية في القنيطرة استئناف الصفقات الضخمة يفتح آفاقاً أوسع للمستثمرين في سوريا    اتوتستراد درعا- دمشق.. مصائد الموت تحصد الأرواح  تفريغ باخرة محملة بـ 2113 سيارة في مرفأ طرطوس وصول باخرة محملة بـ 7700 طن من القمح إلى مرفأ طرطوس تحميل باخرة جديدة بمادة الفوسفات في مرفأ طرطوس اليوم شوارع حلب بين خطة التطوير ومعاناة الأهالي اليومية