الثورة أون لاين- ريم صالح:
ليس السوريون وحدهم من يترقب يوم الـ26 من أيار ليعبرون بحرية مطلقة عن رأيهم، ويختارون فيه مرشحهم للانتخابات الرئاسية الذين يجدون فيه أنه سيجسد لهم كل تطلعاتهم، ويحقق لهم كل أمانيهم، ومطالبهم، ويكملون معه حرب التحرير والتطهير، وصولاً إلى سورية آمنة خالية تماماً من أي بؤر إرهابية أو تكفيرية، بل رعاة الإرهاب يترقبون أيضاً لغايات أخرى في نفوسهم.
ليس السوريون وحدهم من ينتظر هذا اليوم، فأقطاب منظومة العدوان يصوبون سهامهم المسمومة للتشويش على هذه الانتخابات لمحاولة تعطيلها، حيث نظام البلطجة الأمريكي، ومعه التابع البريطاني، ونظام الأبارتيد الصهيوني، يخططون بحسب العديد من المصادر الإعلامية والتقارير الاستخباراتية لإعادة إحياء غرف الموك الظلامية في البادية، والجنوب السوري، والنفث فيها من جديد لتعود إلى نشاطها الدموي، المتمثل بتجهيز إرهابيين دواعش، وتفخيخهم، ومن ثم زجهم، وتسريبهم إلى الميدان السوري، وما زيارة ضباط بالجيش البريطاني من بينهم نائب القائد العام لقوة المهام المشتركة لعمليات التحالف لقاعدة التنف غير الشرعية إلا لهذا الغرض.
وفي التفاصيل التي ذكرتها عدة مواقع إخبارية فإن مقاتلات بريطانية ستنضم إلى قوات التحالف غير الشرعية بحجة محاربة “داعش” في سورية والعراق، كما أن ثماني طائرات تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني، وعشر طائرات من طراز إف 35 بي من مشاة البحرية الأمريكية سترسل من متن السفينة “إتش إم إس كوين إليزابيث”، برفقة ست سفن تابعة للبحرية الملكية، وغواصة، و 14 طائرة هليكوبتر بحرية، ومشاة البحرية الملكية.
اللافت هنا أن كل ذلك يجري في توقيت محدد، وبشكل متزامن، لتكمل أنظمة معسكر العدوان أدوار بعضها البعض، وتتناوب في الدونية والدموية والإرهاب فيما بينها، فكيان العدو الإسرائيلي بدأ هو الآخر مناورات هي الأكبر في تاريخ احتلاله للأراضي الفلسطينية المحتلة، مناورات تحاكي شهراً من حرب شاملة على جميع الجبهات من الشمال إلى الجنوب.
هي أنظمة العدوان إذاً تفعل كل ما بوسعها حتى تشوش على انتخابات السوريين، وتحاول بالتالي أن تمنعهم من أن يمارسوا حقهم الدستوري الذي كفلته لهم كل المواثيق والدساتير الدولية، وإلا ما مبرر كل ما تشهده الساحة الدولية من ضوضاء وصخب هدام.
ولكن كما أثبت السوريون على مدى تاريخهم الطويل بأن النصر حليفهم، وبأن إرادتهم لا ولن تقهر، وبأنهم أسياد قرارهم الوطني، فإنهم سيثبتون اليوم، وغداً، وفي الـ26 من هذا الشهر بأنهم أقوى من كل زوبعات الواهمين، وتكتيكاتهم الدونكيشوتية المفلسة.
