الثورة أون لاين- دينا الحمد:
لاشك أن تقدم ستة مواطنين بطلبات ترشحهم لمنصب رئيس الجمهورية إلى المحكمة الدستورية العليا منذ ثلاثة أيام وحتى صباح اليوم، بعد إعلان مجلس الشعب قبل ذلك عن فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية تطبيقاً لأحكام الدستور، ودعوته الراغبين بالترشح إلى تقديم طلباتهم إلى المحكمة المذكورة، يشكل محطة مفصلية في تاريخ سورية، وخصوصاً لجهة فشل الحرب العدوانية عليها، وتخبط محور الشر الأميركي الأوروبي، الذي لم يعد يمتلك من الأوراق إلا المحروقة، فاتجه إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية كي يستخدمها أداة للعدوان من جهة، وأعد مئات الإرهابيين لإطلاقهم أثناء سير الانتخابات لتفجير الأوضاع في المدن السورية وزعزعة استقرارها من جهة.
فإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد، وقبل انتهاء ولاية الرئيس بتسعين يوماً كما حدد الدستور، أرسل رسالة واضحة إلى أقطاب العدوان بقيادة واشنطن تؤكد لهم أن مخططاتهم الشريرة باتت في طريق مسدود، كما وتحمل هذه الرسالة معاني عديدة، أهمها أن السوريين ماضون في خياراتهم ودحرهم للإرهاب وإعادة إعمار بلدهم مهما وضع الغزاة والمعتدون من عصي في عجلات مركبتهم التي تسير بخطا واثقة بجيشهم وقيادتهم وإرادتهم.
من هنا فإن إصرار السوريين على الالتزام بموعد استحقاقهم الدستوري اليوم في الوقت الذي تجيش فيه أميركا وأوروبا المؤسسات الدولية ضدهم، وتتخذ من منظمة حظر الكيميائية” كما قلنا رأس الحرب في العدوان عليهم ومحاولة إدانة حكومتهم، وفي الوقت الذي تتعالى فيه أصوات أصحاب الرؤوس الصهيونية الحامية في واشنطن لتشديد الحصار والعقوبات عليهم وعلى دولتهم ومؤسساتهم ومحاولة فرض المزيد منها، هذا الإصرار يمثل حالة وطنية فريدة في التمسك بالثوابت الوطنية والاعتزاز بالسيادة والاستقلال والمحافظة عليها مهما بلغت الضغوط عليهم من قبل منظومة الشر والإرهاب التي تقودها إدارة جو بايدن العدوانية.
وليس غريباً ولا جديداً ولا استثنائياً على السوريين، الذين دحروا الإرهاب وطووا مخططات المستعمرين والغزاة إلى غير رجعة، والذين صمدوا بوجه الحصار الجائر والعقوبات الظالمة على مدى عشر سنوات، أن يتمسكوا بمواعيدهم الدستورية، وليس جديداً عليهم أن يرفضوا املاءات واشنطن وأدواتها التي طبلت كثيراً للقبول بتأجيل الانتخابات الرئاسية تحت حجج واهية مثل ظروف الحرب وضرورة تعليق القوانين، وربط أمر الانتخابات باجتماعات لجنة مناقشة الدستور في جنيف مع أن القاصي والداني يدرك أن إجراء الانتخابات في موعدها هو استحقاق دستوري وشأن داخلي ولا علاقة له لا باللجنة المذكورة ولا بجداول أعمالها.
قصارى القول قال السوريون كلمتهم وأكدوا سيادة دولتهم ومؤسساتهم التي انتصرت في الحرب الإرهابية العدوانية بفضل صمود جيشهم وبسالته، فعبروا بذلك عن إرادتهم الحرة، أما منظومة العدوان بقيادة واشنطن فخابت كل خطواتها، وحتى ورقتها الأخيرة عبر محاولتها تدريب مئات الإرهابيين لتفجير الوضع الأمني وزعزعة الاستقرار فذهبت إلى نهاية الطريق المسدود، والأيام ستكشف كم كانت مخططاتهم قاصرة