من أكثر المؤسسات تضرراً بالحرب العدوانية على سورية الأسرة، وأكثر أناس بحاجة لاهتمام هم أفرادها، يمكنني الكتابة الآن إنه في مقدمة الأولويات تحسين المستوى المعيشي، لكن الأولوية أيضاً لإحياء القيم التي تعيد للأسرة دورها ومكانتها، والتي تعمل على سحب مسببات التفكك والعنف التي نسمع عنها يومياً، والأولوية أيضاً لإعادة المهجرين الى بيوتهم.
القائمة تطول بالتوازي مع حجم الأذى والتفكك الذي لحق بكل مايخص حياة الناس، في المقابل برامج العمل كثيفة وتمشي في مسارات متعددة، منها تأمين إطار قانوني يكون مفتاحاً للمبادرات وخلقها، بطرح نماذج عمل، تكثف تعاون جميع الأطراف مع الأسرة، البلدية ووزارة الزراعة ومنظمة الشبيبة والجمعيات القائمة في المناطق، وقد لاتسعف الميزانيات والموارد في المرحلة الحالية البدء بمشاريع كبيرة، لكن تشجيع الأهالي وإشراكهم في تنظيف وزراعة مناطقهم والمساحات الصغيرة القريبة من بيوتهم، تسهم -وبشكل تدريجي وتراكمي- في إشغال أفراد الأسرة بعمل يعود عليهم بفوائد مضاعفة مادية ومعنوية.
قد يكون دور وزارة الزراعة تقديم البذار والشتول، إما مجاناً أو بأسعار رمزية، ودور البلدية تقديم الآليات، ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، الأنشطة التوعوية الثقافية والصحية، ووزارة الإعلام، تصميم مواد إعلامية وإعلانية عن حاجة كل منطقة وطبيعة مواردها الطبيعية والبشرية والخبرات التي قد تحتاجها.
جميع الأرياف والمناطق كانت لها أعمالها وأنشطتها قبل الحرب، وكان العمل على تنميتها يمشي وإن كان ببطء، اليوم العمل على الأحياء يساعد الأسرة على النهوض والحياة من جديد.
عين المجتمع- لينا ديوب