إلى يوم الـ 26 من أيار الجاري ترنو الأنظار الدولية حتى قبل الإقليمية، كيف لا وهو اليوم الذي سيفرض فيه السوريون كلمتهم على العالم أجمع؟!، كيف لا وهو اليوم الذي سيقررون فيه مصيرهم، وينتخبون فيه من يمثلهم ويلبي طموحاتهم؟!.
الحملات الانتخابية لمرشحي الانتخابات الرئاسية الثلاثة قد بدأت، وتجهيزات واستعدادات السفارات السورية في العديد من دول العالم لإجراء الانتخابات الرئاسية للسوريين في الخارج قد انتهت، والنقاط وضعت على الحروف، ومشهد الحراك الذي يعيشه الشارع السوري من المؤكد لنا جميعاً أنه لا يوجد فيه أي ضبابية، أو لبس أو أي مجال للتأويل أو التكنهات.
وما الصور واللافتات التي تملأ الشوارع والساحات والمواقع الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، والتي تترجم البرنامج الانتخابي لكل مرشح، وما سيقدمه للمواطنين السوريين في حال فوزه في الانتخابات، إلا خير شاهد وبرهان على حالة الروح الديمقراطية السائدة، بل إنها تعكس حالة الشفافية والتعاطي بمنطقية، وبمسافة متساوية مع كل المرشحين، الأمر الذي يعري كل الفبركات الغربية، ومزاعم ماكينات الإعلام الدولي المضللة التي تحاول حشر أنفها ما بين الفينة والأخرى في آلية سير العملية الانتخابية للتشويش على خيارات الشارع السوري، وتقزيم أهمية دور المواطن السوري في المشاركة بالانتخابات.
هو عرس ديمقراطي تعيشه سورية بكل مكوناتها، إذاً، فهي بانتخاباتها الرئاسية هذه، ستعلن نصرها الأكيد على كل من توهم بأن بمقدوره المساس بوحدتها أو سيادتها أو استقلالية قرارها الوطني المستقل.
العد التنازلي للانتخابات الرئاسية قد بدأ، والسوريون في الخارج والداخل حسموا أمرهم، وقالوا -للقاصي قبل الداني- إن مشاركتهم ليست فقط حقاً لهم كفله لهم الدستور والقوانين السورية، وإنما هو واجب وطني أيضاً حتى تعود سورية كما كانت في السابق، وحتى تلفظ كل بؤر الإرهاب التكفيري عن أراضيها، وحتى تبقى سيدة أبية كريمة.
المؤكد أن ما قبل يوم الـ26 من أيار الجاري لن يكون كما يليه، الواهمون سيهزمون من جديد، وسيتلقون المزيد من الخيبات، وربما يراجعون حساباتهم، ويدركون حجم أخطائهم السياسية والدبلوماسية، ولا نستبعد أن نرى من يحاول أن يطرق أبواب دمشق ويعود إليها مجدداً، لتبقى هي في نهاية المطاف من يقرر، ومن يفرض الشروط، ولا يستطيع أحد أن يفرض عليها، ومن يعش يرَ.
حدث وتعليق- ريم صالح