الوطن ليس مساحة جغرافية من تلال وهضاب وسهول ينابيع وغابات ..قرى ومدن …الوطن أبعد من هذا وأعمق غوراً وأشفّ وأكثر بهاءً …
الوطن من كان هنا من آلاف السنين ومن جاء بعده بنى وعمل وترك بصمة الوطن، أنت ونحن وهم وهن …الوطن ما يجمعنا يوحدنا ..ذكريات الطفولة ملاعبها حكاياها ..
ولا نظن أن أحداً شغف بالوطن كما أبناء سورية الذين حملوها معهم أينما حلوا وارتحلوا تبتعد الأجساد مسافات لكنها تبقى سائحة سارحة في فضاء الكون السوري ..بكل التفاصيل، ولهذا ليس عجيباً أنك تجد حيث يكون السوري في بلاد الاغتراب …تجد أنه ابتكر وطناً صغيراً في معالمه …مطابخ ومؤسسات وقرى وأحياء ومدارس.
لايقتلعه من الوطن شيء بل يزداد تمسكاً به …هكذا على العالم أن يقرأ السوريين منذ أن شقوا غياهب البحر إلى أن كانت أحدث وسائل النقل ..
اليوم عيونهم كما كانت كل يوم مع الوطن ..هو البوصلة التي لا تخطىء والمنارات التي لا تنطفىء …في الاستحقاق الوطني الكبير حاضرون بقوة يلبون نداء السيادة والكرامة .
في كل مكان حيث هم لهم الكلمة التي يقولونها من أجل الوطن .
هكذا عهدنا بكل سوري فهو السفير الذي يحمل في نبضه الوطن في حله وترحاله تضيق به الدنيا حيث هو لكنه يجد فسحة الأمل في قصص وحكايا الوطن في وشم أبدي لامع يبرق من عينيه ..أنا سوري …الشام وطني كل بيت فيها بيتي ..كل بستان وحقل ومدرسة هي لي لنا لكم للجميع ..أليست سورية شامة الدنيا كلها ؟
وهي التي كما قيل إن تمثلت الجنة على الأرض فهي بلاد الشام …لأنها من صنع أبناء يعطون ولا يأخذون.
شعارهم الدائم أبداً من ذاق كرمك يوماً كيف ينساه .
سلام لكم أيها السوريون حيث كنتم ..سلام من صبا بردى ومن كل حبة رمل وكل بيت وركن، من كل أغنية وشعر وحكاية.
اليوم أنتم تصنعون ملحمة جديدة تضيفون صفحات في كتابها الأبدي.
معاً على الطريق … ديب علي حسن ..