لنشارك ونبني الوطن

منهل إبراهيم:

الأمر الأساسي الذي ينبغي أن نفهمه اليوم جميعاً هو أن المشاركة في الاستحقاق الانتخابي مشاركة في تدعيم قوة وسلامة الوطن.. انتخب من أجل مستقبل الوطن.. ففي ظل الظروف القاسية والحصار الاقتصادي والأزمات عندما تنتخب فأنت تنتخب وطناً .. بكل ما للمعنى من تعبير وعمق.

ومهما كان نوع الانتخابات التي نضرب معها موعداً بين الحين والآخر كما نحن الآن مع موعد الاستحقاق الرئاسي فإن السعي للإنجاز والمشاركة امتحان لضمائرنا وامتحان لانتمائنا لسورية الوطن والتراب والمستقبل.
امتحان لا ريب سننجح فيه وسيكون رافعة من روافع الوطن والشعب، حيث إن الواجب يدعونا جميعاً في ألّا نجامل أحداً في إعطاء الشهادة الصادقة النزيهة لمستحقيها من أجل سورية قوية في كل الميادين.
ومطلوب منا نحن الشعب السوري الأصيل أن نضع مصلحة سورية ومستقبل الأجيال في المقدمة مترفعين عن الترسبات الذهنية الخاطئة ومتسامين فوق كل الجراح.. علينا أن نقول كلمتنا بوضوح إننا للوطن ومع الوطن ومع تصويب الأخطاء ووضع الأمور في نصابها الصحيح متجاوزين النظرات الضيقة نحو آفاق أرحب سعة ووعياً.
وعندما لا ننتخب فهذا يعني المسير إلى الوراء.. ونحن مطلوب منا السير نحو الأمام في هذه الظروف الاستثنائية التي يترصد فيها أعداء الوطن الفرص للعبث في أرضنا وهوائنا ومائنا.. هو امتحان لذواتنا وقلوبنا النقية وضمائرنا الحية.. وكيف نقول كلمتنا.. نعم للوطن.. ونعم للذي يعمل للوطن ومن أجل الوطن ويرفع أسواره ويكسر التحديات ويصنع الإنجازات ويواصل مسيرة البناء في جوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
هذا هو شأن وقدر سورية التي لا تقبل أن تتوقف عن التقدم وصناعة الإنجازات في مختلف أحوالها وظروفها مهما كانت صعبة وعسيرة.
المواطن الذي يشكل الطرف الأهم في العملية الانتخابية، يقع على كاهله اليوم مسؤوليات جسام.. والتقدم وعودة عجلة الحياة الاقتصادية التي يسعى إليها مجتمعنا يتطلب رؤية واعية وحسن تقدير وابتعاد عن مظاهر السلبية وتفعيل العمل الجماعي المشترك نحو هدف واحد لتدعيم وتوسيع استحقاقات التنمية، وهذا ما سيقرره المواطن السوري في الانتخابات.
لننتخب من أجل عيون الوطن ولا نتقاعس عن أداء الواجب والحق الذي منحنا إياه الدستور.. لقول كلمتنا في صياغة ملامح المرحلة القادمة التي تتطلب جهوداً مضاعفة مطلوب منا جميعاً المشاركة في بناء صورتها.