الثورة أون لاين – محرز العلي:
صورة حشود السوريين في خارج الوطن وهم مقبلون على السفارات والقنصليات السورية من أجل التصويت في الانتخابات الرئاسية تدعو للفخر والاعتزاز بوعي المواطن السوري وعمق انتمائه لوطنه الأم أينما وجد على أرض المعمورة، ولا سيما أن الانتخابات تجري في مرحلة حساسة تكالبت فيها كل قوى العدوان والإرهاب على الشعب السوري في محاولة منها لعرقلة تنظيم هذا الاستحقاق الدستوري المهم عبر شن حملات إعلامية مضللة تستهدف وعيه وقراره الوطني.
حشود السوريين أمام سفارات بلدهم ولا سيما في لبنان والتي نقلتها وسائل الإعلام وجهت صفعة كبيرة للمشككين بشرعية هذا الاستحقاق، وأصابت القوى المرتبطة بمنظومة العدوان التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني بالصدمة والهستيريا نتيجة فشلهم في تحقيق ما يتوهمون به، حيث كانوا يعتقدون أن باستطاعتهم عرقلة الانتخابات عبر الحملات الإعلامية التضليلية وصولاً إلى الاعتداء على الناخبين الذين توافدوا من معظم المناطق اللبنانية إلى مقر السفارة السورية في بيروت من أجل التصويت، حيث أظهرت المشاهد المنقولة وحشية وانحطاط مناصري بعض القوى اللبنانية الحاقدة والمؤتمرة بأوامر خارجية لعرقلة عمليات التصويت، عبر الاعتداء الوحشي على الحافلات التي تقل الناخبين السوريين، وقاموا بتحطيم زجاجها واعتدوا على الناخبين بالضرب محاولين منعهم من مواصلة طريقهم إلى السفارة، وهذا ما يحمل السلطات اللبنانية مسؤولية محاسبة المتورطين بهذه الاعتداءات الهمجية الجبانة التي تؤكد عمالة الجهات التي تحرضهم.
حالة الصدمة والهستيريا التي وصلت إليها دول منظومة العدوان نتيجة قناعتهم بالفشل الذريع من المراهنة على عرقلة الانتخابات أو حرفها بالاتجاه الذي يحقق أوهامهم، تمثلت بقيام هذه الدول التي تتشدق بالديمقراطية والحرية بمنع السوريين من التصويت في السفارات السورية على أراضيها، ومن هذه الدول تركيا ممثلة بنظام أردوغان الإخواني الإرهابي، وكذلك ألمانيا، مخالفين بذلك المواثيق والشرائع الدولية ومنها ميثاق حقوق الإنسان، لكن إرادة السوريين كانت الأقوى وردوا على هذه الإجراءات غير القانونية بتنظيم وقفات احتجاجية وأجروا انتخابات رمزية للتعبير عن مشاركة شعبهم في سورية بهذا الاستحقاق الدستوري الذي لا يقل أهمية عن المعركة ضد الإرهاب، مكرسين بذلك حبهم لوطنهم وحرصهم على تحصين سيادتهم الوطنية.
هذه الإجراءات الاستعمارية لبعض الدول المنخرطة بالحرب الإرهابية تعبر عن النفاق السياسي والعقلية الاستعمارية والتبعية للولايات المتحدة الأميركية الراعية والداعمة للإرهابيين، لكنها لم تستطع التأثير في إرادة وعزم السوريين من التعبير عن وقوفهم إلى جانب شعبهم وتكريس المواطنة وحب الوطن عبر توجيه رسائل ووقفات احتجاجية على هذه الإجراءات التي تقوض حرية التعبير وتخالف القرارات والمواثيق الدولية وهو ما يشكل فشلاً لهذه الدول الاستعمارية في الوصول إلى ما تتوهم وتحلم به.
الإقبال الكبير على الانتخابات والذي وجه صفعة قوية لمنظومة العدوان كان ظاهراً لكل متابع، ولعل تمديد الانتخابات حتى الثانية عشر ليلاً كان دليلاً آخر على حجم الحشود الكبيرة المصرة على المشاركة في الانتخابات والحفاظ على السيادة الوطنية والقرار الوطني المستقل، أما في داخل سورية فالمواطنون يتوقون للوصول إلى السادس والعشرين من الشهر الجاري لتحويل هذا اليوم إلى عرس وطني يعبرون فيه عن إرادتهم بتحقيق الانتصار في معركة الانتخابات والتي هي استكمال للانتصارات العسكرية في الميدان عبر المشاركة الواسعة واختيار المرشح القادر على استكمال معركة الحرب على الإرهاب وتطهير سورية من رجس الإرهابيين والمحتلين وبناء سورية من خلال تحويلها إلى ورشة عمل وصولاً إلى الأمل المنشود في بناء سورية الحديثة المتطورة القوية التي يريدها كل السوريين الشرفاء، ليؤكدوا للعالم أجمع أن السوريين وحدهم من يختارون رئيسهم ويقررون مستقبلهم بعيداً عن التدخلات الخارجية.