الثورة أون لاين:فاتن أحمد دعبول
من العراق وفلسطين ولبنان جاؤوا يشاركون سورية انتصاراتها واستحقاقها الرئاسي، إيمانا منهم بأن إرادة الشعوب وصمودها لايمكن أن تهزمها سطوة العدوان وجبروته، تزامنا مع انتصارات الشعب الفلسطيني في القدس وغير مدينة في فلسطين ونصرة أحرار العالم لهم في قضيتهم العادلة، وإعادة حضور القضية الفلسطينية في ميادين النضال والتحرير.
وللوقوف عند أهمية هذه الأحداث الهامة أقام اتحاد الكتاب العرب” جمعية الشعر” ندوة فكرية حول” الاستحقاق الدستوري” بعنوان” سورية تصنع مستقبلها” في قاعة مبنى الاتحاد، شارك فيها كل من الشاعر مراد السوداني رئيس اتحاد الكتاب الفلسطينيين في الأرض المحتلة، المحامية بشرى الخليل من لبنان، الإعلامي والأديب عبد الرضا الحميد، والشاعر حسن حسن.
مراد السوداني: فلسطين تقود العالم
وفي لقائه بين الشاعر مراد السوداني أهمية زيارته إلى سورية في هذا التوقيت بالذات، حيث تسجل فلسطين انتصارات جديدة، وسورية تمارس استحقاقها الدستوري، بأن سورية وفلسطين جسم واحد وقلب واحد لذات الهموم الكبرى فيما يتعلق بالأمة جميعها، وهما يواجهان صفقة القرن والإلغاء الكوني ويؤكدون كل يوم على السيادة الوطنية في سورية، والاستقلال الناجز في فلسطين، وأن القدس عاصمة لاشرقية ولاغربية، بل هي عاصمة فلسطين، وستبقى دائما.
وأضاف: إن ممارسة الشعب السوري لحقه في الانتخاب الرئاسي هو انتصار للشعب السوري بكل مكوناته” الدولة والسيادة” وأن الاستحقاق شأن سوري لايحق لأحد\ أن يعبث في مكونات الوضع السوري.
وأكد بدوره أن الشعب العربي في فلسطين استعاد وهج نضاله، وهذا نتيجة طبيعية لانضغاط الوسط الفلسطيني بالظلم والويلات والحصار والقتل اليومي، ولأول مرة تتوحد بهذا الكم وبهذه القياموية للوجدان الجماعي في رفض كل الاشتراطات والإكراهات الاحتلالية التي تريد النيل من المشروع الوطني الفلسطيني.
والشعب الفلسطيني بكل مكوناته وفصائله ورموزه وقطاعاته ومعه القيادة الفلسطينية يرفعون لاء كبرى ضد مساحات الشطب والإلغاء بما يليق بفلسطين وقضيتها المحمولة على الدم المجيد والبطولات العالية.
لقد حاول الربيع العربي الأسود أن يحرف البوصلة عن فلسطين، لكن هاهي فلسطين تقود العالم جميعه إلى حقها في رفض كل سياقات الحذف والإقصاء.
أما عن دور المثقف ومسؤوليته فيبين السوداني أنه من الأهمية بمكان استعادة المثقف العربي والمؤسسة الثقافية العربية والاتحادات والروابط دورها في إعادة البوصلة من أجل فلسطين، لأن استهداف فلسطين، هو استهداف للعواصم جميعها، فما دامت فلسطين والقدس بخير، فكل العواصم بخير، هم أرادوا حرف البوصلة عن فلسطين ليقوموا بتفكيك العواصم العربية، لكن اللاء الكبرى التي رفعتها سورية استطاعت أن توقف هذا الزحف وغرف الثقافة الملغومة والمتكلمين من جيوبهم، والذين مولوا أقلامهم باتجاه دمشق والعواصم العربية.
وأضاف: استطاعت سورية صد كل هذا الزحف والجراد الآدمي وكل المقولات الساقطة في اللحظة لكي تنهض من جديد بما يليق بتاريخها وذاكرتها وحضورها، تماما مثلما تفعل فلسطين وعلى رأسها النخب المثقفة وليست النخب المضادة التي تمالىء وتتلطى بألوانها الرمادية، بل التي تكتب بالحبر الساخن، بالحناء ودم الشهداء.
وأوضح رئيس اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين فيما يخص التعاون مع اتحاد الكتاب العرب في سورية، بأنه تم عقد اتفاق تعاون منذ سنوات، فالاتحادان على شفة منشد واحد فيما يليق بالمقولة والثابت الفلسطيني وثابت الأمة في صد كل المشاريع الزاحفة والناهشة للوعي الجمعي، والتي تريد النيل من الإرادة الجماعية لهذه الأمة وفي القلب منها” فلسطين”.
بشرى الخليل: قيامة جديدة
وفي مداخلتها التي حملت عنوان” أهمية قيادة الرئيس الأسد لسورية في المرحلة الراهنة” بينت المحامية بشرى خليل من لبنان الشقيق أنه في مراجعة دقيقة للتحديات التي واجهت سورية منذ بداية عهد الرئيس بشار الأسد وكيفية إدارته للدولة في مواجهتها، وبأية روح صلبة مقتدرة يخوض منازلاته، سنرى أننا أمام قيادة استثنائية عصية على الكسر، وخصوصا أن التحديات كل واحدة منها كانت كافية لزعزعة أمن واستقرار سورية الذي وضعته الولايات المتحدة كهدف استراتيجي لها.
ورغم أن العديد من الحكومات العربية سقطت في فلك السياسة الأمريكية بعد احتلال العراق، إلا أن سورية بقيت ملتزمة بثوابتها القومية، قابضة عليها رغم الإصرار الأمريكي على وضعها أمام خيارات صعبة.
وأضافت بدورها: أن ثمرة الصمود والقيادة العبقرية، كان إسقاط الحرب الكونية على سورية والمنطقة، وهو في الآن نفسه سقوط لسياسة القطب الواحد وولادة نظام تعددية الأقطاب، ومحور المقاومة وقيامة جديدة للمشروع القومي العربي في مواجهة المشروع الصهيوني بقيادة سورية وقائد البلاد الرئيس بشار الأسد.
عبد الرضا الحميد: سيادة حقيقية
وتحت عنوان” ديمقراطيتنا وديمقراطيتهم” تحدث عبد الرضا الحميد رئيس اللجنة الشعبية العراقية لنصرة سورية والمقاومة، عن الديمقراطية في سورية والديمقراطية الأمريكية الغربية، وأنها في سورية تعني أن السيادة للشعب على أرضه وسمائه ومائه، وهو مصدر السلطات جميعها ولاسلطة فوق سيادته وسلطته.
وأضاف: منذ أيام رأيت بأم عيني كيف تدفق الأشقاء السوريون المقيمون في العراق بالألوف إلى مبنى السفارة السورية وأيقظوا الأحياء بهتافاتهم وأغانيهم، توجهوا ليقولوا كلمتهم في الاستحقاق الرئاسي بملء الحب والإرادة والوعي.
بينما تقوم ديمقراطيتهم الأمريكية على شعار” دعه يقتل ويقتل، ودستورها يفرق ولا يجمع، وحولت الدين إلى أديان، وكرست المذاهب والأحزاب، وتجربتها في العراق شاهد حي على سفكها للدماء وسرقتها لمقدرات البلاد وخصوصا النفط، ومايزال العراق يئن من وطأة جشعهم ووحشيتهم.
الشاعر حسن حسن: الانتخاب واجب وطني
واختتم الشاعر حسن حسن الندوة بقصيدة حملت عنوان” النبض السوري” يقول:
ورغم فحيحهم نمضي إلى العلياء كالشهب
بشعب واثق ثبت أبي النفس لم يهب
فواجب كل سوري يناديه إلا انتخب
فمن أمل إلى عمل إلى نصر إلى أرب
نترجم حبنا السامي لمن سكناه في الهدب
فسجل أيها التاريخ وابعثها مدى الحقب
أنا السوري من نور ومن نار ومن لهب
جبلت لأسمع الدنيا أنا السوري أنا العربي