الثورة أون لاين – ريم صالح:
من سورية، عاصمة التاريخ والحضارة والمقاومة، يقول السوريون اليوم كلمتهم الفصل بأنهم وحدهم أصحاب الحق باختيار مستقبلهم، ولا توجد قوة في هذا العالم تستطيع مصادرة هذا الحق منهم، ووحدها صناديق الاقتراع التي ستحتضن خياراتهم الوطنية، ستثبت مجددا أنهم أهل عزيمة لا تقهر، وأصواتهم التي يدلون بها لاختيار رئيسهم، لا بد وأن تدق إسفيناً آخر في مشاريع الغرب الاستعماري، لاسيما وأن هذه الانتخابات وإنجاحها ستشكل صفعة قوية لحكومات هذا الغرب، التي سخرت طوال السنوات العشر الماضية من عمر الحرب الإرهابية كل إمكانياتها من أجل تدمير الدولة السورية، وتمكين المرتزقة الإرهابيين من الاستيلاء على السلطة فيها، ليكونوا واجهة سياسية لذاك الغرب، ينفذون أجنداته القذرة، بما يتوافق مع المشروع الصهيو-أميركي المعد لسورية والمنطقة برمتها.
رغم سياسة التصعيد الغربي غير المسبوق لمحاولة التشويش على الاستحقاق الرئاسي أو تعطيله، إلا أن السوريين أثبتوا أن إرادتهم الحرة أقوى من كل أسلحة منظومة العدوان، وقد أدرك العالم مدى صلابة هذه الإرادة من خلال كثافة الحشود الجماهيرية والفعاليات الوطنية التي شملت معظم ساحات الوطن دعماً للاستحقاق الرئاسي، ولابد أن أقطاب منظومة العدوان قد أيقنوا أيضاً بأن مواصلة رهانهم على كسر هذه الإرادة مصيره سيكون الفشل مجددا، لاسيما وأنهم شاهدوا بأم عينهم كيف توافد السوريون في بلاد الاغتراب إلى سفارات وقنصليات بلدهم المنتشرة في العديد من دول العالم للإدلاء بأصواتهم، واختيار من يمثلهم، ويشاهدون اليوم كيف يتوافد السوريون داخل حدود وطنهم إلى المراكز الانتخابية، ليؤكدوا مجددا أن تهديدات الغرب، وحصاره، وإجراءاته القسرية لم تثنهم عن ممارسة حقهم الانتخابي، دفاعاً عن استقلال وسيادة بلدهم، وصوناً للمكتسبات والإنجازات التي حققوها على مدار العقود الماضية.
أعداء سورية عملوا مبكرا على استهداف السوريين باستحقاقهم الرئاسي، كي يداروا فشلهم المدوي بتحقيق أجنداتهم التخريبية عبر الإرهاب والعدوان، وسبق أن جندوا إرهابيي ” داعش والنصرة” وأعطوهم الأوامر والتعليمات لشن هجمات إرهابية على عدة مدن سورية لإفشال الانتخابات، وهذا ما كشفته وزارة الدفاع الروسية قبل نحو شهر عندما تم تدمير معسكر تدريب للإرهابيين في منطقة التنف أنشىء لهذه الغاية، وقتل وقتها 200 إرهابي، وهذا يدل على مدى أهمية الانتخابات الجارية اليوم، ولماذا يخشاها أقطاب منظومة العدوان، حيث نتائجها ستكون كارثية لهم ولمشاريعهم التخريبية، وستكشف حقائق طالما أراد الغرب كتمها والتعتيم عليها, حقيقة أن الديمقراطية الغربية هي مجرد كذبة كبيرة تعيشها شعوب تلك الدول, وفزاعة تستخدمها ضد من يعارض مصالحها، وباسم ديمقراطيتها المزعومة تريد عرقلة أهم استحقاق ديمقراطي في سورية، وباسم الحرية التي تتشدق بها ليل نهار تريد سلب حرية التعبير لدى الشعب السوري ومصادرة قراره، وتنصيب نفسها وصيا عليه، لتقرر عنه مسار مصيره ومن سيمثله، ثم تدعي بعد ذلك كله أنها حريصة على سيادته واستقلاله!!.
السوريون يرسمون بإقبالهم على صناديق الاقتراع اليوم مستقبلهم بأيديهم، كما يريدون هم، وليس وفق ما يريده الأعداء، ويجدون في هذه الانتخابات ردا حاسما على كل مخططات ومشاريع الغرب، وعلى إدعاءاته الكاذبة، ويوجهون رسائل بليغة تؤكد دعمهم والتفافهم حول قيادتهم السياسية التي لم تستمد يوما شرعيتها من الإدارات الأميركية ومؤسساتها, وإنما من إرادة شعبها الحر المقاوم.
