الثورة أون لاين – عبدالمعين زيتون:
عرفتم الثورة وأعدتم إليها ألقها وأنقذتم سمعتها وأعدتم إطلاقها، لذلك ما حصل لم يكن احتفالات على الإطلاق بل ثورة بكل معنى الكلمة.
هكذا وصف الرئيس الرمز حال الشعب السوري العظيم الذي امتلأت به ساحات وشوارع الوطن، كل الوطن على امتداد الأيام التي سبقت الاستحقاق الرئاسي الدستوري وخلاله وبعده والساحات والشوارع والأحياء تضج بأصوات الحرية والاستقلال.
التي عبرت بأسمى الصور والمشاهد عن إعادة إنتاج الشعب السوري الحر لنفسه من رحم المعاناة التي عصفت به على مدى السنوات العشر الماضية.
ليثبت للعالم من جديد أن سورية أقوى.. وسورية أبهى..
والشعب وحده الأقدر على تطبيق وفرض إرادته التي تنتج تقاليد الحرية والاستقلال..
إنها الثورة إذن..
الثورة الحقيقية التي انتفضت في نفوس وأرواح السوريين لتعبر بوضوح عن الهوية والقامة والشخصية الفذة التي قالت كلمتها بإصرار عزَّ نصيره في الأرض..
فالثورة باختصار ليست الأصوات الرمادية الباهتة التي استجابت للعدو لتكون صدى المؤامرة وأرادت إسقاط الوطن..
وليست الأيادي السوداء التي حملت السلاح وعاثت في جنبات الوطن الفساد والخراب..
بل الثورة هي التي أنتجها هذا الشعب العظيم في أيار 2021
يوم العزة والمجد والحرية والاستقلال..
والثورة هي هذه الإرادة الشعبية الفذة التي أعادت الألق لوجه سورية..
ورسمت بخطوطها العريضة الناصعة ملامح الشخصية السورية الفذة التي قالت كلمتها بقوة وعزيمة وأمل وحب واحتفت بإنتاجها لنفسها من جديد..
واحتفت بولادة الأمل من عمق التحدي..
لتحتفل بهذا الانتصار البيّن الذي لم يعد يقبل الجدل في أن سورية للسوريين وأن السوريين وحدهم هم أصحاب القرار في شأنهم وحاضرهم ومستقبلهم..
لم تكن أيام أيار العزة والمجد والحرية أياماً عادية في تاريخنا المجيد..
وإذا كانت سورية تحتفي في السابع عشر من نيسان في كل عام بعيد الجلاء، فإن من حق الشعب السوري العظيم أن ينتج عيداً جديداً للمجد والحرية والاستقلال..
ومع عظمة ذكرى الجلاء في السابع عشر من نيسان في إطلالة كل عام
إلا أن يوم السابع والعشرين من أيار هذا اليوم المشهود هو الأعظم!
ففي يوم الجلاء احتفلنا بالنصر على فرنسا لأننا حققنا ذاتنا وأنتجنا حريتنا واستقلالنا من المحتل الفرنسي البغيض دون شك..
ولكننا في السابع والعشرين من أيار أعدنا الكرة الثانية..
أعدنا الكرّة بإصرار الثوريين الحقيقيين كما عرّفهم الرئيس الرمز..
أعدنا الكرّة بثقة وعزيمة وبالشهامة ذاتها أنتجنا هذا الانتصار الذي لم تزل أصواته تشق صدر الآفاق.. فكان السابع والعشرين من أيار يوماً للحرية والاستقلال..
يوماً للثأر لكرامة الشخصية السورية وهويتها الحقيقية.
وها نحن نكتب قصيدة دمشق بالياسمين ونسجل انتصارانا بخط من ذهب لا على فرنسا وحسب بل على عشرات الدول التي حاربتنا على أرضنا بنفسها و بالوكالة و ألحقنا الهزيمة والخزي والعار بكل من أراد السوء بنا ولنتساءل اليوم بفخر واعتزاز أين المؤامرة الآن؟!
لقد أمست -ببساطة- طيّ الماضي، شأنها شأن الاستعمار الفرنسي ببلادنا..
رحلت المؤامرة الاستعمارية الجديدة كما رحلت فرنسا عن أرضنا..
وبقيت سورية للسوريين وحدهم
هذه هي الحقيقة..
حقيقة الثورة..
وحقيقة الانتصار..
وحقيقية الاستقلال والحرية والكرامة..
هذه هي حقيقة سورية الناصعة
شمس تشرق على الوجود من جبين الرئيس الرمز..
ومن يستطع إنكار ضوء الأمل ونور الشمس.