الملحق الثقافي:وليد حسين *
أنا قَلَقٌ وذَاكرةٌ وحَرفُ
و شوقٌ بي.. متاهاتٌ وطفُّ
كأنّي لم أكن غيرَ اصطبارٍ
أناخَ بخافقٍ يُغريهِ نزفُ
أميلُ الطرفَ عن مقلٍ وقلبي
يطاوعني.. ولي للآنَ ضَعفُ
أعاتبُ في سِواكِ جنوحَ صبٍّ
قليلَ الصبرِ عمّا رامَ .. يجفو
تفرّى لم يَفُدْ دونَ اشــتهاءٍ
إذا ولّى الصَّدى أغناهُ عزفُ
شَجا كالطفلِ ما أخفى حنيناً
نديّاً في غمارِ الوقتِ يهفو
وغادرَ لوعةً طفحتْ بليلٍ
ينوءُ بها السُرى والقلبُ وقفُ
بلا جهةٍ وبوصلتي دليلٌ
على إنّ الهوى بعدٌ وعَسفُ
أجاهرُ علّني أبغي سبيلاً
فأدرك ناعساً أضناهُ ظَرفُ
نصيبي قد تَراءى في ظهورٍ
شهيِّ الروحِ لن يخفيهِ طَرفُ
فلو كانَ الخيالُ ملاذَ وجدٍ
فدعني أرتوي لو مرَّ طيفُ
أنا والليلُ صيّرني رماداً
أقلّبُ وجهَتي غرباً وأغفو
كلانا سائمٌ .. آنستُ شاماً
بها حورّ وأنهارٌ وسَعفُ
حملناها جوىً يوم افترقنا
وحسبي إنّني للآنَ نِصفُ
دمشقٌ .. لم تكُ غيرَ انعتاقٍ
لروحٍ شفّها في البعدِ إلفُ
ولم تَرضخْ لغير اللهِ يوماً
لديها من عظيمِ الرفضِ أنفُ
نبوءُتها تشيرُ بكلِّ حسمٍ
بغير أصابعٍ لو مالَ كتفُ
وحيثُ البالُ تربكهُ ظنونٌ
بغير الشَّامِ ما للقلبِ وصفُ
أنا في أمّةٍ لا .. لن تبالي
إذا أزرى بذاكَ الحيِّ زحفُ
وتمضي دونَ غايتِها.. ولكنْ
دوام الحالِ إرهابٌ وخطفُ
تجلّى في أرومتِها فحيحٌ
ووغدٌ حافلٌ يعلوهُ زيفُ
يسيرّنا إلى أدنى حضيضٍ
سقيمٌ بئس في الآجالِ عَجفُ
تحيّز لم يكُ غيرَ انعتاق
ليوغلَ في التطرّفُ وهو سخفُ
وفي التطبيعِ قد أمسى أسيراً
يغورُ بهامشٍ لو مالَ خِفُّ
فإنّي قد رأيتُ كليلَ فهمٍ
عقيماً خائراً أغراهُ حِلفُ
ولم يَنهَضْ إذا عجّتْ خطوبٌ
ترامتْ في الرؤى إنْ بانَ صِنفُ
ويمضي الرهطُ منخرطاً بقبحٍ
لعلّ الحالَ تمهيدٌ ورصفُ
وألقى حولنا لما انتبهنا
خياراتٍ .. فهل يثنيك خوفُ
ألا يا قومُ هبّوا مثلَ رعدٍ
إذا أزِفَ الخنا فالذلُّ حتفُ
وكونوا للردى أصحابَ وعدٍ
فما في الأرضِ للعملاءِ سقفُ
وبعضُ الصبرِ لم يمنحكَ عيشاً
كريماً والرؤى في اللجِّ جُرفُ
* شاعر عراقي
التاريخ: الثلاثاء1-6-2021
رقم العدد :1048