وسط هذا الزخم الكبير الذي تحظى به اليوم مسألة العمل، بصفتها جوهر مرحلة جديدة بدأت مع انتخاب السيد الرئيس بشار الأسد لولاية دستورية جديدة، يبرز بقوة السؤال الأساسي: بماذا نبدأ؟
أرى أن نبدأ بإعادة بناء مصنع الجرارات – الفرات – في حلب، مصنع دمره الإرهابيون وأحرقوه بعدما سرقوا آلاته إلى النظام التركي الحاقد على تقدم وتطور سورية.
في كوبا آثروا مبادلة أسرى من المرتزقة الأميركان الذين فشلوا في غزو بلادهم، بالجرارات، وحصلوا آنذاك على ١٥٠٠ جرّار، ما أنعش زراعة قصب السكر، المنتج الزراعي الأساسي لمصانع السكر، المادة التي تصدرها كوبا بالدولار، لتستورد الأجهزة والتجهيزات والمواد الأولية غير المتوفرة في بلادهم لتصنيعها.
يجب أن يعود مصنع الفرات للجرارات في حلب أفضل مما كان، وأن ينتج أكثر من ثلاثة آلاف جرّار في السنة لأننا خلال سنوات توقفه عن الإنتاج، حرق الإرهابيون لفلاحينا ما يقرب من ثلاثين ألف جرّار، وخسرنا عدداً مماثلاً بسبب عدم الإنتاج.
وإذ نعود إلى إنتاج وفير للجرارات، في هذا المناخ الجديد، مناخ عبر فيه الإقبال الكاسح على انتخابات رئاسة الجمهورية عما سماه السيد الرئيس بروح التحدي بصفتها طاقة جبارة تمد الوطن بالقوة وتؤهله للفوز بالانتصار، فإننا سنتغلب على كل الصعاب والإعاقات التي أخرت إعادة بناء هذا المصنع الاستراتيجي منذ تحرير حلب قبل خمس سنوات.
إن الحديث عن إعادة بناء مصنع الجرارات الحكومي، هو حديث عن قوة الدولة السورية اقتصادياً، ويجب أن تكون قوية، فهذا المصنع، بأفرانه الضخمة ومخارطه العملاقة هو نواة للصناعة السورية الثقيلة، وهي ضرورة تنموية كبرى، وهو محرك جبار لحياة أيسر وأسهل وأجمل في الريف، ما يساعد على تقليص عوامل الطرد منه إلى عشوائيات المدن، وهو العمود الفقري للزراعة المعطاء، إذ يحرث الأرض ويسمدها ويبذرها ويكافح حشراتها وأمراضها، ويسوق إنتاجها ويستخدم كوسيلة نقل على الدروب الريفية من قرية إلى قرية ومن بيت إلى بيت.
تقدر حاجة سورية الآن بأكثر من خمسين ألف جرّار، وفِي مرحلة تاريخية جديدة تتسم بالتحدي فإن التعامل مع هذه الضرورة (أي إعادة بناء مصنع الجرارات السوري)، هو جزء من الحرب الاقتصادية وهذه الحرب محكومة بالروح المقاتلة لكل الذين قالوا نعم للسيد الرئيس بشار الأسد، وبها سنهزم كل الأعداء وسنعيد بناء هذا المصنع وغيره من المصانع الكبرى التي تدعم زراعتنا فنربح جناحي الاقتصاد الوطني القوي الداعم للنقد السوري وللحياة المعيشية السورية، الصناعة والزراعة.
إن إنتاجنا الوفير هو السبيل لرواتب أفضل، لم تعد تحتمل التأجيل.
أروقة محلية – ميشيل خياط