رفض ما يسمى بنظرية المؤامرة.. لا يعني رفض قراءة الاعتداءات الفكرية والاقتصادية الأمنية والعسكرية التي استمرت وتستمر علينا من دون رحمة.
الذي يطالب برفض نظرية المؤامرة عليه التوقف عن الإملاء الفكري والتنظيري خدمة لأغراض مختلفة.
لنقرأ التاريخ و الجغرافيا والمجتمعات والحياة.. بالعقل الحر.. دون أي قيود وموروثات كي نعرف كيف نقدر الأمور ونحسب حسابها.
أقول: التاريخ والجغرافيا، لأننا نحتاج قراءة العقل لتاريخ العالم وشعوبه مثلما نحتاج أن نقرأ تاريخنا وحركة شعوبنا وإلا تعذر الفهم.
قراء التاريخ ثلاثة:
مفترٍ متخلف يكذب على منطق التاريخ ولا يعرف كيف يكذب.. فيتسم حديثه بالجهل والجهالة.. ويتصف سلوكه بالرعونة والفضائح والنفاق.. وهناك نماذج من هؤلاء ينتشرون في كل الاتجاهات.
ومفترٍ قادر متحكم يعرف كيف يغلف كذبه على التاريخ بأغلفة عديدة يستثمر فيها قدرته على التعامل مع الحقائق وتفريغها من الموضوعية.. وهؤلاء هم القوى المتحكمة بالعالم اليوم ويمثلهم الغرب الاستعماري..
وقارئ للتاريخ صادق مع نفسه وهويته والتاريخ.. وهم قلة يعيشون أشبه ما يكون بالكرام على موائد اللئام.. لكنهم موجودون.. وقلة منهم يرفضون شهادة الزور ضد ما رأوه بالعقل الصادق.
أسأل:
هل استطاع أبناء المنطقة.. أو هل سمح لهم… أن يقرؤوا ما مرت به منطقتهم من أحداث كبيرة جليلة استمرت سنين طويلة وما زالت راياتها تتلى..؟!
أرادونا أن نقرأ فقط تاريخاً لأكاذيبهم وادعاءاتهم المزيفة..
لذلك عصي علينا اليوم أن نفهم، ما هذا الذي يجري في منطقتنا.. وإلى أين المسار؟..
العقل الصادق هو الضحية الأولى في عالم الكذب والزيف.. وهو رغم ما يتحلى به من جرأة وشجاعة.. ورغم دوره الأهم في رسم خطوات تطور البشرية.. يحتاج من يناصره كي يصمد، أولاً وكي يبدع لتكون له الكلمة الفصل..
معاً على الطريق – أسعد عبود