“التبويس العكسي”

 

كلمة الموقع – بقلم مدير التحرير – معد عيسى:

من أغرب الأمور أن تطبق قوانين فترة الوفرة والسلم في زمن الحرب والحصار والعقوبات، في تناقض فظيع يدفع المواطن والبلد ثمنه، وتجني قلة امتهنت الاستثمار في الأزمات، والأغرب من ذلك تعامل بعض الجهات الرقابية مع الأمر بالطريقة نفسها، فهي لا تعترف بالحرب ولا بالعقوبات ولا بالحصار.
المقصود بما تقدم هو قانون العقود رقم 51 الذي أصبح عند الكثيرين أداة للابتزاز بكلا الاتجاهين، فالدولة تدفع مبالغ مُضاعفة لتنفيذ عقودها عن طريق القطاع الخاص، فأغلب العقود ذهبت للتعاقد بالتراضي وبأسعار مضاعفة، بعد فشل المناقصات في الإعلان الأول والثاني نتيجة تغيير سعر الصرف بنسبة معينة، ولكن ارتفاع الأسعار بنسبته الكبيرة كان ناتجاً عن ابتزاز يمارسه أشخاص في الجهات العامة، الأمر الذي دفع المتعهدين أو المقاولين إلى إضافة نسبة ليست بالقليلة لتعويض التأخير في الصرف، والغرامات التي تفرضها لجان الاستلام والصرف وتوصيات الأجهزة الرقابية والتي جميعها تعتمد تسلسل الخطوات التنفيذية من دون الاعتراف بالحرب أو بالعقوبات أو الحصار.
حفاظاً على الحقوق العامة والخاصة معاً يجب تعديل القانون، بحيث يعطي مرونة للتعامل مع الحالات الطارئة، ويحفظ حقوق الطرفين، فلا يُعقل أن نعاقب المقاول على التأخير في توريد تجهيزات مشمولة بعقوبات قيصر تأخر لأنه اضطر لنقل التجهيزات لعدة دول هرباً من العقوبات قبل أن يسلمها للجهة العامة، ولا يُعقل أن تكون غرامات التأخير على كامل العقد فيما التأخير في بند، ولا يُعقل أن يعاقب المقاول على التأخير فيما تتأخر الجهات العامة مدداً غير محددة لصرف حقوق المقاول من دون أن تتحمل مسؤولية، أيضا ما دور لجان التبرير غير الابتزاز طالما لا يتم اعتبار قراراتها في ضمان حقوق المنفذ، وكذلك لدى الجهات الرقابية؟ لماذا يحتاج صرف فروقات الأسعار إلى كل هذا الابتزاز للمقاول طالما القانون يعطيه الحق بذلك؟ لماذا ترفض جهة عامة مواد مستهلكة وليس تجهيزات تحمل المواصفة نفسها، ولكن من منشأ بلد آخر؟ هل الاعتبار للبلد أم للمواصفة؟
عند إعلان الجهات العامة لحاجتها “تبوس” أيدي المتعهد، وعندما تستلم حاجتها على المتعهد أن “يبوس” أيادي اللجان والأجهزة الرقابية ومجلس الدولة ليحصل على مستحقاته؟
الدولة تدفع أسعاراً مُضاعفة لزوم “تبويس” أيدي وشوارب نامت على تعديل قانون العقود ولجان ابتزاز امتهنت عملها وأجهزة رقابية لا تعترف بالتيمم وضوءً لقيام الصلاة في صحراء جدباء.

آخر الأخبار
الرئيس الشرع إلى البرازيل.. فهم عميق للعبة التوازنات والتحالفات      هل يشهد سوق دمشق للأوراق المالية تحولاً جذرياً؟  لحظة تاريخية لإعادة بناء الوطن  وزير الاقتصاد يبحث مع نظيره العماني تعزيز التعاون المستشار الألماني يدعو لإعادة اللاجئين السوريين.. تحول في الخطاب أم مناورة انتخابية؟ صناعة النسيج تواجه الانكماش.. ارتفاع التكاليف والمصري منافس على الأرض القهوة وراء كل خبر.. لماذا يعتمد الصحفيون على الكافيين؟ إعادة التغذية الكهربائية لمحطة باب النيرب بحلب منظمة "يداً بيد" تدعم مستشفى إزرع بمستلزمات طبية إعادة الإعمار والرقابة وجهان لضرورة واحدة حملة لإزالة الإشغالات في أسواق الحميدية ومدحت باشا والبزورية محافظ درعا يبحث مع السفير الإيطالي الاحتياجات الخدمية والتنموية من الدمار إلى الإعمار... القابون يستعيد نبضه بالشراكة والحوار الموارد البشرية المؤهلة … مفتاح التغيير المؤسسي وإعادة البناء بدء مشروع تخطيط طريق حلب – غازي عنتاب كيف فرضت "البالة" نفسها على جيوب الحلبيين؟ سوريا تؤكد أمام اليونسكو التزامها بالتحديث التربوي الأمم المتحدة: بدء مرحلة ميدانية جديدة في سوريا للبحث عن المفقودين بعد سقوط النظام انتهاكات إسرائيلية ضد المدنيين وعمليات توغل هستيرية الشهر المنصرم صدام الحمود: زيارة الشرع لواشنطن تعيد سوريا إلى واجهة الاهتمام الدولي