جبران في غربال ميخائيل نعيمة النقدي

الثورة أون لاين – سلام الفاضل:

إن للنقد مشارب كثيرة وغزيرة ووفيرة، ومن قال: إن النقد تصفو مشاربه، فقد حاد عن جادة الصواب، ومن قال: إن النقد رؤية حيادية موضوعية بعيدة عن التأثر والتأثير، فقد حاد وجافى أيضاً ولم يجانب سوى ما يستوجبه الفرض والتنظير. أما الحال في التطبيق فمغاير ومخالف، ولعل السبب في ذلك ما يعترينا من انفعال ومحاباة أو مجافاة للعمل الأدبي أو لمؤلفه، لأسباب تقتضيها الصلات والروابط بشتى أنواعها، الأمر الذي يسم الرؤى النقدية بالانطباعية والتأثرية، ولا سيما في اللحظات الأولى لولادة النقد على النص موضع التطبيق.

وانطلاقاً من أهمية النقد، والدور المهم الذي يلعبه في تسليط الضوء على العمل الأدبي وبيان مواطن الضعف أو التقصير فيه، أو مواضع التجديد والإبداع فقد صدر مؤخراً عن الهيئة العامة السورية للكتاب وضمن سلسلة “ثمرات العقول” كتاب (المختار من جبران خليل جبران… لميخائيل نعيمة)، وهو من إعداد: د. منى محمد علي داغستاني، الذي عرضت خلاله بعضاً مما خطته أنامل الأديب ميخائيل نعيمة في صديقه، ورفيق دربه جبران خليل جبران؛ وترى د. داغستاني في مقدمة مُؤلَّفها أن كتاب (جبران خليل جبران لميخائيل نعيمة): “قد خلّف لنا وثيقة تاريخية، وكشفاً أدبياً لحياة جبران، ولقلم نعيمة معاً. وترك بين أيدي القرّاء تحفة فنية في أدب السيرة قل نظيرها في المكتبة العربية”.
كتاب (جبران)
يضع ميخائيل نعيمة في كتابه (جبران) صديقه ونديمه في غرباله النقدي، ويقول في مقدمة كتابه: “ألفت هذا الكتاب على أمل أن يطالع القارئ من خلال فصوله صورة جبران كما عرفته لا تاريخ حياته الذي لا يعرفه أحد، وأن يقع فيه على دروس في الحياة التي يشترك فيها كل الناس بالسواء. وها أنا أرسله في سبيله عالماً حق العلم أن ما فيه من صراحة سيرضي البعض، ويغيظ البعض ويدهش الكثيرين ممن لم يعرفوا جبران إلا فيما قرؤوه من أدبه واطّلعوا عليه من فنه. لكنها صراحة لست لأتخلى عنها. فلولاها لما كان الكتاب أهلاً للنشر، ولولاها لانطمس أجمل ما في حياة جبران؛ وهو صراعه المستتب مع نفسه لينقّيها من كل شائبة، ويجعلها جميلة كالجمال الذي لمحه بخياله، وبثه بسخاء في رسومه وسطوره”.
وكلام نعيمة هذا في كتابه كان حدساً صائبا أكّده ما تلا صدور الكتاب من مناوشات اشتد سعيرها بين النقاد قدحاً ومدحاً؛ فمنهم من رأى أن نعيمة قد استهواه “عرض الذات، وكأن المنافسة استغوته فاستبد به نزوٌ خفي إلى فضح المثالب، متنكرٌ بالحرص على الواقع، وحدته رغبة مستورة في رفع الهالة عن رأس جبران ليحيط بها رأسه”.
ومنهم من رأى أن نعيمة قد نجح فيما اختطه وخطه في سيرة جبران “لأنه استوفى فيه عناصر السيرة الفنية ببراعة؛ وفيه اكتمل للسيرة وجودها في الأدب العربي الحديث، من حيث الغاية والتطبيق”.
فهل استطاع ميخائيل نعيمة أن يكون منصفاً في حق صديقه دون أن تتقاذفه عواطفه وعواصفه لتلقيه في يم المحاباة حيناً، وعلى شطآن المجافاة أحياناً أخرى؟؟ وهل استطاع أن يصل بنا إلى المبتغى المنشود؟ هذا ما قد يكتشفه القارئ عند مطالعته هذه المختارات التي تنقل عبر صفحاتها 159 بعضاً من تصوير نعيمة صديقه جبران وهو في صراعه المتطور مع الحياة، مع عرضه حالات الضعف والقلق التي كانت تعتريه، وكشفه البون الشاسع بين حياته ونظراته المثالية.

 

آخر الأخبار
توقيع عقود تصديرية.. على هامش فعاليات "خان الحرير- موتكس"     تشكيلة سلعية وأسعار مخفضة.. افتتاح مهرجان التسوق في جبلة السياحة تشارك في مؤتمر “ريادة التعليم العالي في سوريا بعد الثورة” بإستطاعة 100ميغا.. محطة للطاقة المتجددة في المنطقة الوسطى "خان الحرير - موتكس".. دمشق وحلب تنسجان مجداً لصناعة النسيج الرئيس الشرع أمام قمة الدوحة: سوريا تقف إلى جانب قطر امتحان موحد.. "التربية" تمهّد لانتقاء مشرفين يواكبون تحديات التعليم خبير مالي يقدم رؤيته لمراجعة مذكرات التفاهم الاستثمارية أردوغان: إســرائيل تجر المنطقة للفوضى وعدم الاستقرار الرئيس الشرع يلتقي الأمير محمد بن سلمان في الدوحة قمة "سفير" ترسم ملامح التعليم العالي الجديد خدمات علاجية مجانية  لمرضى الأورام في درعا الرئيس الشرع يلتقي الشيخ تميم في الدوحة الشيخ تميم: العدوان الإسرائيلي على الدوحة غادر.. ومخططات تقسيم سوريا لن تمر الحبتور: الرئيس الشرع يمتلك العزيمة لتحويل المستحيل إلى ممكن فيصل القاسم يكشف استغلال "حزب الله" وجهات مرتبطة به لمحنة محافظة السويداء ضبط أسلحة وذخائر معدّة للتهريب بريف دمشق سرمدا تحتفي بحفّاظ القرآن ومجودي التلاوة تنظيم استخدام الدراجات النارية غير المرخّصة بدرعا مطاحن حلب تتجدد بالتقنية التركية