الثورة أون لاين – ديب علي حسن:
قضى الصينيون قرنا من الزمن وهم يبنون سورهم العظيم الذي يمتد اكثر من ثلاثة آلاف كم.. نعم كما يروي التاريخ قضوا مئة عام يريدون صنع سياج من الأحجار يحمي الإمبراطورية..
حين أنجزوا المهمة استكانوا للدعة والراحة ولكن لم يمض وقت قصير حتى فوجئوا بالغزاة داخل الصين …ببساطة دخلوا من البوابة لقد فتح الحراس لهم البوابات..
وفي تحليل ما جرى يقال أن أحد أباطرة الصين كان يحرق كل المؤلفات والكتب التنويرية التي تنشر الوعي بين الناس ..بل ذهب أبعد من ذلك حين عمد إلى اخبار المفكرين والكتاب أن يكونوا في مقدمة العمال وشدد الوطأة عليهم ..
وحين بادر هؤلاء إلى كتابة مؤلفاتهم على القصب وبنوا أكواخا منها حتى لا يراها عسسه ..اكتشف العسس الأمر قام الإمبراطور بإضرام النار فيها ..
وكانت النتيجة ما كان ..
وفي المقلب الثاني أن أبرهة الحبشي حين كان قادما لغزو مكة التقى أبا طالب في شعب مكة…بادره ابو طالب سائلا اياه:هل رأيت جمالي ؟
دهش أبرهة الأمر وقال له :أنا قادم لأهدم الكعبة وأنت تسأل عن جمالك ..رد أبو طالب بثقة وهدوء؛ إن للبيت ربا يحميه..
كانت ثقة اليقين أن القضية عادلة وان بناء الوعي يجعل من في مكة سدا منيعا بوجه الغازي ..
اليوم في العالم الذي يواجه أمركته لابد من بناء جدران الوعي وعودة التنوير والثقافة وبناء القيم التي هدمتها العولمة.
صحيح أن اميركا تبني حاملات الطائرات وتجوب المحيطات ظنا منها انها كما تدعي تدافع عن نفسها ..
لكن ذلك ليس أكثر صلابة من بيت العنكبوت حين يكون الوعي حاضرا حين يكون الانتماء للأرض والوطن والقضية هو المسار.
في عملنا الإعلامي والثقافي والتربوي نحن بحاجة ليس لسور الصين العظيم بل إلى معمارية والى حالة وعي جديدة لها استراتيجياتها التي يشارك الجميع بصياغتها انطلاقا من واقع موجود والاستفادة من تجارب مرت وتطلعا إلى غد مختلف تماما يرمم ما تصدع ويؤسس لمجتمع تبنيه سواعدنا جميعا بيقين النصر والأمل بالعمل.