الثورة أون لاين – غصون سليمان :
غالبا ما تلجأ الأمهات والجدات بشكل عام إلى رواية القصص والحكايا على مسامع الصغار خاصة قبل فترات النوم لتهدئة نفوس الأطفال والتحليق بخيالهم إلى عوالم تدركها حواسهم الناعمة ، أو في حالات الضجر للتخفيف من حالة الضيق والملل وجعلهم ينجذبون إلى فعل التشويق عن طريق نبرة الصوت وسرد الكلمات واكتشاف تقاسيم الوجه .
وإذا ما دخلنا بعمق هذا اللون من ألوان الأدب وفنونه، أكاديميا ومعرفيا نجد أن
القصة بشكل عام تمثل قيما إنسانية شتى لنهاية يجب ان تكون خيرة.. وقصص الأطفال تعد وسيلة تربوية تعليمية محببة تهدف الى غرس القيم والاتجاهات الإيجابية في نفوس جمهورها وإشباع بعض حاجاتهم النفسية وتوسيع مداركهم وإثارة خيالاتهم والاستجابة لميولهم في المغامرة والاستكشاف.
وفي هذا الإطار تؤكد الأستاذة مها عرنوق في بحثها حول القصة الموجهة للأطفال وخصوصيتها كوسيلة تربوية وتعليمية وأداة لتنمية خيال الطفل بأن قصص الأطفال هي جزء من القصص والأدب العالمي فقد ظهرت في القرن التاسع عشر وان كانت فعلا قديمة جدا فالكثير من الحضارات القديمة ظهرت من خلال نصوص تؤكد ان الأمهات كن يروين الحكايات لأطفالهن للتسلية موضحة أن قصص الأطفال ترتكز على جملة عناصر هي الموضوع والأشخاص والحبكة الهدف أو الحل بيئة القصة الزمانية والمكانية. وحول اهمية قصص الاطفال تشير عرنوق أنها تشكل طاقات من الحيوية والحركة وعالما يضج بالأحلام والخيالات يملؤه الفضول وحب الاستكشاف والانبهار بالتصورات والشخصيات والوله بالمغامرة وارتياد المجهول .
وللقصة الطفلية خصائص وميزات نستطيع بواسطتها دخول عالم الطفولة والاستجابة لطبيعتها إلى جانب انها أداة تربوية تثقيفية ناجحة تثري خبرات الأطفال وتنمي مهاراتهم وقدراتهم التعبيرية عن الأفكار والمشاعر فهي وسيلة جيدة لتكريس علاقات وانماط سلوكية إيجابية في حياة الطفل وتعزيز الاتجاهات التي تنمي القدرات على مواجهة المشكلات وتقوم سلوكه وتكسبه سلوكات جيدة موجودة في القصة تتسرب إلى نفسه دون حاجة إلى إجباره على حفظ حكم أخلاقية .
وتوضح عرنوق بأن أهداف القصة تعمل على امتاع الطفل وإسعاده وقضاء وقته بشيء مفيد، فدورها فعال وإيجابي في النمو الانفعالي للطفل والتحكم بالنمو النفسي إلى جانب مساهمتها في تكوين شخصياته من نواح مختلفة .
فالحكاية هي اقصوصة يمتزج فيها الواقع في الخيال ومن أهم عناصرها التشويق لشد القراء اليها وتعتمد أساسا على حب الاستطلاع الذي يجعلهم دائما يتساءلون عما حدث بعد ذلك.. منوهة أن أصل الحكاية شفوي من التراث الشعبي كان على لسان الجدات للأطفال قبل نومهم لكن هذا اللون انقرض من الأدب الشعبي أو كاد .
وثمة من يرى أنه ينبغي أن تخصص الأم كل يوم على الأقل عشر دقائق لتروي لأطفالها حكاية من الذاكرة وحكايات من هذا النوع تناسب فقط الطفل من سنتين إلى خمس سنوات .
ومن اسس اختيار قصص الأطفال أن تكون القصة مناسبة لعمر الطفل الزمني والعقلي وكلما كان صغيرا كانت الشخصيات أقل والجمل ابسط ، ان تكون مشوقة وقصيرة جدا وتثير انتباهه واهتمامه .
وأن يحتوي موضوعها على هدف تربوي يرمي إلى تربية جانب من جوانب الطفل الجسدية ، العقلية ، الروحية ، النفسية ، الاجتماعية ، وتعديل السلوك المطلوب ان يتوفر الوضوح في الشخصيات وتكون مكتوبة بأسلوب سهل مبسط ولغة سليمة صحيحة تثري لغة الطفل ، ومن الضروري إشراك الطفل اختيار قصصه بنفسه واصطحابه الى المكتبات ليتعرف على انواع القصص وأشكالها لتحقيق الفائدة المرجوة.