أعظم الغلال ..

افتتاحية الثورة – بقلم رئيس التحرير – علي نصر الله:

في الرابع من تشرين الثاني 2020 وفي الثالث من أيار 2021 وبالتاسع من حزيران الجاري، كنا أمام محطات هامّة، ما بينها محطات أخرى لا تقل أهمية، رسم من خلالها السيد الرئيس بشار الأسد أولويات العمل في المرحلة المقبلة، وحددَ الاتجاه والمسارات لمُواصلة الإنجازات بالثقة ذاتها التي حَققت الكثير في ميادين مواجهة الحرب والعدوان والحصار.

القيام بزيارة مَعرض مُنتجين، تشرين الثاني 2020، الجَولة على مدينتي حسياء وعدرا الصناعيتين، أيار – حزيران 2021، وتَفقد المواقع المُتضررة من حرائق الغابات الصيف الماضي، إضافة إلى تَرؤس اجتماعات عمل حكومية نوعية لدفع مسيرة الإنتاج وتَعظيمها، وللتّحفيز على استكمال مشروع الإصلاح الإداري، هي محطات مُهمة بكل تأكيد تنطوي على رسائل في غاية الأهمية للداخل والخارج، مَطلوب منّا في الداخل التقاطها والتقدم على مساراتها، ومُطالب الخارج بمُحاولة إدراك مُستويات عَجزه عن تحقيق غاياته في النيل من إرادة السوريين أو بفرض إملاءاته وهيمنته.

إذا كان العالم يَستشعر أهمية صمود سورية وما حَققته من أثر عظيم يُبنى عليه ويُؤسس لنشوء مُعادلات إقليمية ودولية مختلفة من شأنها أن تُقدم لقيام نظام عالمي آخر لا مَكان فيه لطُغيان وهيمنة الأحادية القطبية – وهو حديث واقعي يتفاعل – فإنه من المُهم جداً على المُستوى الداخلي أن نُجيد قراءة المرحلة القادمة وأن نَتمتع بالكفاءة التي تُترجم تحدياتها واستحقاقاتها خطوات مُؤثرة في العمل والبناء لتعزيز الإنتاج، وتطويره، باستثمار الموارد والإمكانيات والقدرات والطاقات المُتوفرة والكامنة بمُجتمعنا للنهوض بالاقتصاد الوطني.

الأثرُ العظيم لصمود سورية ولتَمكنها من تفكيك المؤامرة التي استهدفتها فضلاً عن اقتدارها في تمزيق المخططات الشيطانية ودحر التنظيمات الإرهابية الداعشية الأخوانية ومُشتقاتهما، هو أثرٌ عظيم على جميع الصّعد، إذا كان أهمها الوطني لجهة الناجز في وأد مشاريع التجزئة والتقسيم والفدرلة، بمقابل صيانة وحدة واستقلال وسيادة سورية، فإنه الأثر الذي لن يَبقى في هذه الحدود بل يَتخطاها ليَبلغ مَديات استراتيجية أكثر اتساعاً وشمولية، يَتلمسه العالم اليوم ويُؤلم ربما عواصم وكيانات تتحسس بهذه الأثناء عُمق مأزقها المُغلق على خيبات وخيارات مَحدودة لا جيدَ فيها ومَحكومة الحركة فيها بين السيئ والأكثر سوءاً.

هذا ما لم ننته إليه نحن، إنما ما تنتهي له الدراسات التي تُجريها واشنطن، ليس وحدَها بل معها كل مُكونات محورها المُنخرطة بمُخططاتها وحروبها العبثية التجارية منها والعسكرية، الإرهابية في الحالتين، حيث تُمارس واشنطن الإرهاب الاقتصادي ولا تَكتفي بالإرهاب التكفيري الذي صنعته وتُغذيه، والصهيوني الذي تَرعاه وتَحميه.

من هنا، من هذه النقطة المفصلية المهمة تَبرز أهمية ما نحن بصدده لجهة الاستجابة الوطنية لرؤية الرئيس الأسد لمَرحلة ما بعد الحرب التي تَجسدت بشعار حملته الانتخابية “الأمل بالعمل”، والتي لا بُد من وَعي تفاصيلها لنَستكمل ما حَققناه، ذلك أنّ دحر المحتل، والداعشي، حتمية لا تقبل الشك ستكون أمراً مُنتهياً عاجلاً أم آجلاً، لكن لتَعظيم قيمة الانتصار السياسي والميداني يَنبغي العمل على خطوط مُوازية في كل اتجاهات النمو والتنمية ليَتحقق الأمل ليس فقط بإثبات القدرة على تجاوز العقبات والعقوبات وافتتاح أفق آخر للنهوض، بل للذهاب نحو تَرسيخ الإمكانيات بالمُبادرة لتوجيهها وتثميرها، ونحو أفضل استثمار للمُقدرات بالعمل المثابر، وباتجاه تَحصيل أعظم الغلال بأفضل استغلال للموارد والطاقات.

في الماضي ولغاية الأمس القريب، تَحقق بالإرادة الكثير من الطموحات، وبالعزيمة تمّ تَسجيل مُعدلات مُتقدمة للنمو، لكن هناك أيضاً العديد من الأعمال والمشروعات الكبيرة والصغيرة التي تَخلفنا عن القيام بها، وعن أدائها تَكاسلاً أو اعتقاداً خاطئاً إنها مُعقدة، صعبة، ولا يُمكن إتمامها، غير أنّها في واقع الأمر هي لا تَحتاج إلا للإرادة، للمُبادرة، للبدء والشروع بها، مُطالبون اليوم بالعودة لها، وبالتصميم لإنجازها وإتمامها إعلاءً للقيمة المعنوية – المادية التي تَعتملها، وتحقيقاً لغايات وطنية نبيلة عديدة مُتعددة.

جولة الرئيس الأسد على مدينتي حسياء وعدرا الصناعيتين، ما سبَقهما وما سيَعقبهما في هذا الاتجاه، إنما هو تَحريض على العمل، تَحفيز على الإنتاج، تَغليب للدوافع التي لا تنطوي إلا على القيمة الفُضلى للعمل المُنتج الذي يرتبط ارتباطاً عضوياً بالأمل والتطلعات المُستقبلية على المستوى الفردي والجمعي، ذلك ليكون للحياة قيمة ومعنىً لا يُستلذ بهما إلا برؤية صور الواقع تتبدل دائماً وأبداً باتجاه الأحسن والأفضل روعة وإنتاجاً.

 

آخر الأخبار
مسؤولان أوروبيان: سوريا تسير نحو مستقبل مشرق وتستحق الدعم الرئيس الشرع يكسر "الصور النمطية" ويعيد صياغة دور المرأة هولندا.. جدل سياسي حول عودة اللاجئين السوريين في ذكرى الرحيل .. "عبد الباسط الساروت" صوت الثورة وروحها الخالدة قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل خرقها اتفاق فصل القوات 1974 "رحمة بلا حدود " توزع لحوم الأضاحي على جرحى الثورة بدرعا خريطة طريق تركية  لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع سوريا قاصِرون خلف دخان الأراكيل.. كيف دمّر نظام الأسد جيلاً كاملاً ..؟ أطفال بلا أثر.. وول ستريت جورنال تكشف خيوط خطف الآلاف في سوريا الأضحية... شعيرة تعبّدية ورسالة تكافل اجتماعي العيد في سوريا... طقوس ثابتة في وجه التحديات زيادة حوادث السير يُحرك الجهات الأمنية.. دعوات للتشدد وتوعية مجتمعية شاملة مبادرة ترفيهية لرسم البسمة على وجوه نحو 2000 طفل يتيم ذكريات العيد الجميلة في ريف صافيتا تعرض عمال اتصالات طرطوس لحادث انزلاق التربة أثناء عملهم مكافحة زهرة النيل في حماة سوريا والسعودية نحو شراكة اقتصادية أوسع  بمرحلة إعادة الإعمار ماذا يعني" فتح حساب مراسلة "في قطر؟ أراجيح الطفولة.. بين شهقة أم وفقدان أب الشرع في لقاء مع طلاب الجامعات والثانوية: الشباب عماد الإعمار