هل رأيتم أردوغان وهو يعتلي منبر حطام سياسته الخارجية ويتحدث عن مناقب حكمه وأفضاله على الجيران بعد أن قلب نظرية داود أوغلو (صفر مشاكل مع الجوار) وانقلب عليه أيضاً.. وراح يشتري الحضور السياسي بحفنة من المرتزقة وبعداوة كل المنطقة ويحتل الأراضي ويسرقها في سورية تحت شعار الحفاظ على وحدتها.. ثم يطلق البيان بأنه صاحب الضمان لمستقبل مشرق للسوريين..
فالسلطان كما كل الديوك يعتقدون أن لا شروق للشمس إلا بصياحها.. ولا آمان في سورية إلا إذا أشرف اللص أردوغان شخصياً على عمليات سرقة المياه بالسدود خاصة أن صياحه الأخير جاء من افتتاح سد عفرين الأعلى بعد أن سرق الكثير من المياه السورية ونهب المعامل والمحاصيل واحتل الأراضي وأجلس متزعم جبهة النصرة في حجره السياسي وأدخلهم الى المنطقة على هودج عودة الحلم العثماني.. ولم ييئس بعد من اندحار هذا الحلم بل على العكس بات يبيع فيه صكوك الملكية العثمانية وقريباً صكوك الغفران..
فالرئيس التركي لا يشبه إلا إسرائيل في احتلاله فهو يحاول فرض الهوية التركية في المناطق التي يتوغل فيها واللعب بالسجلات والعقارات السورية وتحويلها إلى التركي وقلب كل الوثائق والوقائع وتتبيعها لأنقرة..
فهل يريد أن يعصى أردوغان في احتلاله وهو الذي يعرف أن خروجه من سورية بات قاب قوسين أو أدنى خاصة ما بعد الانتصار الأخير للسوريين ونجاح الانتخابات الرئاسية وخاصة أيضاً أن الظروف الدولية لم تعد كما تشتهي رياحه العثمانية..ولكن ربما أراد اردوغان من سياسة التتريك بيع الأراضي في إدلب لمتزعمي النصرة وباقي المرتزقة وتثبيت ملكياتهم في المنطقة وإجراء تغيير ديمغرافي لمصلحته بعد أن باع بعض من قبل عقولهم المتطرفة صك الغفران ودروب الجنة التي تبدأ بالنهب والحرق وقطع الرؤوس والصعود إلى السماء بالحزام المتفجر..
البقعة الساخنة -عزة شتيوي