الثورة أون لاين – يمن سليمان عباس:
ظاهرة لافتة في المجتمع السوري بدأت منذ عقود من الزمن ألا وهي الطموح الذي يريده الأهل ويعملون عليه من خلال اولادهم ..
الكل يريد أن يكون أولاده أطباء يحصلون على أعلى المعدلات التي تتيح لهم دخول كلية الطب ..ومما لاشك فيه أن حق الجميع ان يطمح وان يحقق الحلم الذي يريد ولكن من خلال طاقاته هو نفسه لا من خلال الآخرين مهما كانوا..
صحيح أن الأبناء هم مسؤوليتنا واننا نبذل الغالي والنفيس في تربيتهم وإعدادهم ليكونوا قادرين على شق طريق المستقبل ..
ولكن أليس لهؤلاء الأبناء حق الاختيار في الهوايات العلمية والثقافية والتربوية وفي اختيار ايضا صداقاتهم ..
الأهل الذين تبدأ رحلة ضغوطهم القاسية من المرحلة الإعدادية إلى الثانوية يقومون بما لا يقبله عقل ولا منطق إرهاق للأبناء في كل شيء.
لا استراحة في الصيف و لا أثناء العام الدراسي …دورات ودروس خصوصية وغير ذلك ..
طلاب كثيرون كانت الصدمات النفسية قاتلة لهم لم يحققوا أحلام اهلهم بمجموع الطب أو ما يماثله وغالبا الأهل لا يريدون غير الطب ..
أحد الطلاب ممن نعرفهم يقول ..لا أطيق دراسة الطب ولا أجد نفسي طبيبا اريد ان اكون فنانا تشكيليا لكن اهلي يرفضون ذلك ..
طالبة أخرى عندما تخرجت في كلية الطب سلمت وثيقة التخرج لأمها وسافرت خارج القطر مخاطبة امها برسالة وداع :امي مبارك تخرجك طبيبة هذه شهادتك انا مسافرة لأدرس الموسيقا خارج البلد.
وقس على الامر الكثير الكثير من القصص والحكايا التي غالبا ما تكون محزنة وقاسية وقاتلة.
منظر الأهالي وهم يحاولون معرفة ماذا كتب أبناؤهم في الامتحانات وكم سيحصلون من الدرجات يثير الغضب ويجعل الطالب متوترا تماما لا يمكنه التركيز على المادة الثانية ..
اما لماذا الكل يريد الطب فهذا أمر اخر ليس وليد الرغبة الحقيقية في التحصيل العلمي ولا الأخلاقي إنما في الكثير منه يعود لأسباب التباهي الاجتماعي الذي يعني ايضا حصاد المال ..ولهذا قصة أخرى يمكن العودة إليها..