تؤكد حملة التصعيد الممنهجة والمتواصلة التي تقوم بها منظومة الإرهاب على كل الجبهات السياسية والميدانية والدبلوماسية، الحال والمآل الصعبة التي وصلت إليها أطراف تلك المنظومة، لاسيما الولايات المتحدة وإسرائيل والنظام التركي الذين يستشرسون أكثر وأكثر في إرهابهم وغيهم على نحو يحاكي طموحاتهم وأهدافهم الاستعمارية والاحتلالية في سورية.
الأيام الماضية كانت متخمة بالممارسات العدوانية والتصريحات الاستفزازية لأطراف الإرهاب التي لم تألُ جهداً في استهداف الدولة السورية، سواء أكان هذا الاستهداف مباشراً (اعتداءات على مواقع للجيش العربي السورية، ممارسة اللصوصية من خلال نهب وسرقة ثروات والخيرات السوريين، تعزيز الوجود الاحتلالي والدعم اللوجستي للإرهابيين)، أم كان غير مباشر، عبر المواقف وردود الفعل العدائية التي تهدف إلى زيادة وتيرة الضغط على دمشق التي تعاملت مع هذا الأمر بحنكتها وواقعيتها السياسية المعهودة.
كل ما تقوم به منظومة الإرهاب خلال الأيام القليلة الماضية، وتحديداً منذ ما بعد (انتصار الانتخابات الرئاسية)، ليس إلا محاولات بائسة ويائسة للعبث بحوامل وعناوين المشهد التي رسخها ذلك الانتصار الكبير الذي حدد ووضع ورسم الخطوط الأساسية لاستراتيجية دمشق خلال المرحلة المقبلة، هذه الاستراتيجية التي بدأت رحاها تدور على الأرض.
سورية ما بعد الانتخابات الرئاسية، ليست كما قبلها، فقد بدأت عجلة النهوض تدور فيها بسرعة كبيرة جداً، قد تفاجئ كل قوى الإرهاب والطغيان والاحتلال، فإرادة الحياة المتجذرة في شرايين ووجدان السوريين، سوف يكون لها الكلمة الفصل خلال القادم من الأيام، وفي شتى المجالات وعلى كل الجبهات الداخلية والخارجية، خصوصاً جبهة محاربة الإرهاب والاحتلال حتى تطهير وتحرير كل ذرة من تراب هذا الوطن الغالي الذي ارتوى من دماء شهدائنا وتضحياتنا.
حدث وتعليق- فؤاد الوادي