لعل تفريغ الطاقة السلبية عند الأبناء بالأشياء المفيدة عنوان عريض لحل الكثير من المشكلات النفسية أو الضغوط اليومية التي يعاني منها الأشخاص بشكل عام والطلاب في موسم الامتحانات بشكل خاص، من خلال مجموعة من النصائح والإرشادات التي تتوالى على مسامعهم باستمرار دون مراعاة للخصوصية الذهنية والبيئية.
فقد درجت العادة عند بعض الأهل إجراء مقارنات بين مهارات وقدرات ابنائهم وقدرات ومهارات الآخرين من الأقرباء والأصدقاء، فتبدو على هذا النحو بمثابة تحريض سلبي لاتناسب منطق الطالب أو الطالبة في أغلب الأحيان.
علماً أن الأهل هم أنفسهم يدركون أكثر من غيرهم حالة التفاوت في المهارات والقدرات الذهنية بين أبنائهم على اختلاف مراحلهم .
ومع ذلك يبدأ التحريض السلبي هنا، كأن يقول أحد الوالدين لابنه أو ابنته مايهمني هو أن تسبق ابن فلان، وتسبقين بنة فلانة من الدائرة المقربة أو البعيدة، مايؤدي إلى حدوث ضغط نفسي وتوتر عند الطالب، وأن همه بات إرضاء رغبات الأهل والتفوق على الآخر بعيداً عن البيئة المحيطة وجملة الخصائص النفسية والذهنية الإيجابية أو السلبية.
ويصبح هذا التوتر اللا إرادي بمثابة عدوى بالتأكيد عند الطالب من كثرة (النق) أو التمني بعبارة (لازم تسبق وتتفوق على فلان من الناس).
لهذا كله عندما يكون الأهل متفهمون لظروف أبنائهم من ناحية المعاملة الحسنة وتقدير جهودهم مهما كانت متواضعة والاستماع إليهم ومحاورتهم والإصغاء لما يعانونه من توتر وضغوطات معينة، مايساعدهم على تفريغ طاقتهم الداخلية المضمرة بأشياء يحبونها هم، وهذا بدوره يعزز ثقة الطالب بنفسه وشعوره بالمسؤولية.
ما يدفعه إلى بذل أقصى جهد لتحقيق ما يرضي نفسه أولاً ومايصبو إليه من تفوق وتميز، ما يعكس السعادة والراحة على أسرته وأجواء بيته ثانياً.
عين المجتمع- غصون سليمان