تتناقل المحطات الفضاىية ووكالات الأنباء العالمية منذ عدة أيام موضوع اللقاء بين الرئيس الأميركي جو بايدن مع رئيس النظام التركي رجب أردوغان في بروكسل، وتتباين التقارير التي تناولت هذا الموضوع بحسب توجهات الوسائل الإعلامية ومصالح الدول التي تتبع لها هذه الوسيلة أو تلك.
وقد تعددت القضايا التي سيناقشها الجانبان بحسب التقارير الإعلامية وما صدرعن واشنطن وأنقرة في لقائهما الأول بعد تولي بايدن مقاليد الحكم في البيت الأبيض ومن بينها وضعهما في سورية، بالرغم من أنهما تبادلا اتهامات عميقة جداً ولا يمكن أن تمحوها الابتسامات أمام كاميرات الصحفيين فيما إذا كان هناك ابتسامات، لأن الأول بحسب الثاني قاتل ويداه ملطختان بالدماء، والثاني بحسب الأول مستبد ولا ينتمي للعصر.
وفي الحقيقة الاثنان هما كذلك وأكثر، فهما قاتلان وأيديهما ملطخة بدماء الكثير من الشعوب وأولها الشعب السوري الذي يقتلونه كلّ يوم بشكل مباشر أو بواسطة التنظيمات الإرهابية التي يدعمونها، أو بواسطة العقوبات الاقتصادية والحصار الجائر الذي يستهدف أطفال سورية قبل كبارها بلقمة العيش وحبة الدواء.
فشخصان في هذه المواصفات لا يمكن أن يصدرعنهما إلا مزيداً من الإرهاب والإجرام وقتل الآخرين والسرقة واللصوصية سواء اتفقا أم اختلفا، وهذا ما عايشناه نحن السوريون معهما حيث لم يتركا وسيلة إلا واستخدماها لتنفيذ عدوانيتهما ضد سورية وشعبها.
فكان الأميركيون والعثمانيون يتقاذفون الاتهامات على المنابر الإعلامية، وفي الخفاء ينسقون أعمالهم الإرهابية ويسرقون سوية النفط السوري والمحاصيل الزراعية والآثار وينقلونها إلى خارج الحدود بالتعاون مع التنظيمات الإرهابية والانفصالية المرتبطة معهم، وهذا الاجتماع الذي يجمع بايدن بأردوغان في بروكسل لا يخرج عن السياق الذي يحكم علاقة الإدارة الأميركية بنظام أردوغان التركي منذ سنوات طويلة، بل قد يزيدها نوعاً جديداً من التآمر وتبادل الأدوار في دعم الإرهاب بالمرحلة المقبلة.
حدث وتعليق- راغب العطيه