الثورة أون لاين – حمص – رفاه الدروبي:
يحمل الديوان الثاني للأديبة عذاب رستم عنوان ” الغفران” يضم بين دفتيه ثلاثين قصيدة تعبر عن الشوق والحنين والفراق سطرته أنامل الشاعرة بأعذب الكلمات على مدى 113 صفحةً من القطع المتوسط وقد أقيم حفل توقيع لمجموعتها وقدم الأديبان عيسى إسماعيل ومحمد رستم دراسة نقدية عنها في قاعة سامي الدروبي بالمركز الثقافي بحمص.
الأديب عيسى إسماعيل تحدث بأنَّ الشعر وحدةٌ بين الفنون يحرم الزمن ويجرده من ثيابه كي يصنع له ملابس بديلة تناسب ما يراه الشاعر أو الشاعرة وعند كل واحد منهم نهر واهٍ متدفق يغير مجراه حيث يشاء ليرسله إلى أرض يختارها لتزهر شجراً وورداً أو عنباً أو حنطة والمتلقي يجوب حقول الشاعر فيختار ما يريده لافتاً بأن قصيدة النثر على الرغم من بلوغها العقد السادس من العمر إلا أنَّها لاتزال موضع أسئلة وتساؤل عن أصلها وحسبها ونسبها وإذا كان السؤال مشروعاً لجهة عدم انتسابها للقصيدة العربية واختفاء الوزن والقافية منها فإنها تلبس نفس ثوبها دون أن تزينه بالمزركش من القوافي والنقوش من الأوزان متابعاً بأنَّ المجموعة فيها من الألفاظ والتراكيب بحيث تجعل الأديبة القارئ يعيد قراءته ولا يمل من عبارات أنيقة وكلمات مختارة ومعانٍ مدهشة بضعة وثلاثين نصاً نثرياً تقدمها وتعبر على الغفران فيها فاتحتها الوطن وحبرها الوفاء تبحث عن وحدة تارة بينها وبين الآخر تفتقده ترقب عودته المستحيلة ووحيدة بين الشمس والقمر أي بين الذاكرة والأنثى فتزداد الحياة خصوبة وخيراً وبين الأهل والأرض وتجمع الثنائيات تكمل بعضها البعض لتجعل الحياة أرقى مؤيدا ً كلامه من قصيدتها النثرية في الديوان بعنوان “الغفران” صفحة 9 حيث قالت:
لا تغلق نوافذ الفجر
عباءة الليل السوداء
خيمت على قلوبنا
دع الشمس تجفف
دموع الزهرة
كم تشبهني
تلك الوحيدة
أما الأديب محمد رستم فقال: إنها توثيق للذات في مدارج الزمن على غابات الكون ويكاد يشكل كامل الديوان قصيدة واحدة تقوم في ذات البحر صرخات ألم لفراق الشريك وقصائد قليلة تناولت الوطن والإنسان موضحاً بأنَّ الديوان يندرج تحت ما يسمى بالسردية الشعرية أو التعبيرية ولديها كثافة شديدة في حالة السرد الجميل والملون بالصورة الساحرة وباقات ملونة مرمزة تخرج المفردة من معناها المعجمي وتمتاز برهافة الحس بمشاعرها صارخة بفعالية التوقع والحسرة لتفتح أنين جملتها وهجاً من المشاعر المؤثرة معتمدة على اللغة السهلة والواضحة وتحمل نغمة مقام الصدى المغمس بالحزن مقدماً شاهداً من نثرية في الصفحة 7عنوانها “فاتحة وطن”
حين تطبع الشمس
قبلة الفجر على التراب
اقرأ باسم الحب الأعظم
عنوان فاتحة الأرض
من كتاب التراب المقدس
من فيض الوجد
اتخذ دماءنا حبراً للقلم