الثورة أون لاين – سامر البوظة:
يوماً بعد يوم ومع كل استحقاق، يثبت محور المقاومة صوابية خياراته ويؤكد سداد قراراته من خلال الإنجازات والانتصارات المتتالية التي يحققها هذا المحور توالياً في مواجهة منظومة العدوان الغربية التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية.
فبعد الانتصارات الميدانية والسياسية التي حققها الشعب السوري، هاهو الشعب الإيراني يسجل نصراً جديداً بإنجازه الانتخابات الرئاسية في البلاد على الرغم من كل الضغوط والحصار ومحاولات التضليل والتحريض والتشويش والتشكيك التي مارستها دول الغرب العدوانية أثناء الانتخابات أو قبلها, موجها صفعة أخرى لدول العدوان، وبخاصة للولايات المتحدة التي كانت تراهن على فشل تلك الانتخابات، ولم تترك وسيلة إلا واتبعتها لتحقيق ذلك, وسعت إليه خلال إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب وتستمر به إلى اليوم مع إدارة جو بايدن الجديدة لدفع الشعب الإيراني إلى التخلي عن قيم ومبادئ الثورة الإسلامية الإيرانية والوصول إلى إحداث شرخ بين هذا الشعب ودولته, وبالتالي التأثير على تفكيره وقناعاته وتحريضه على مقاطعة الانتخابات .
الشعب الإيراني كان يدرك ذلك تماماً, وقد استطاع بوعيه وحسه الوطني العالي أن يسقط كل تلك الرهانات ويفشل كل المخططات عندما قرر التحدي والمواجهة واختار الرد عبر صناديق الاقتراع، فكان هذا المشهد اللافت لعموم أبناء الشعب الإيراني الذي رسموا من خلاله مستقبلهم ورسخوا خياراتهم وإرادتهم، عندما توجهوا بأعداد فاقت كل التوقعات للمشاركة بهذا الاستحقاق الهام, مؤكدين للعالم سيادتهم واستقلاليتهم ورفضهم لكل الإملاءات والتدخلات الخارجية في شؤونهم.
ومما لا شك فيه أن إنجاز هذه الانتخابات في إيران ليس حدثاً عابراً ولن يمر مرور الكرام, وسيكون له تداعياته وتأثيراته المهمة خلال المرحلة المقبلة, خاصة لجهة المفاوضات الجارية في فيينا فيما يخص الملف النووي الإيراني، أو لجهة رسم مستقبل إيران والمنطقة عموماً, فالمعادلات تغيرت والانتصارات التي تحققت ستعيد رسم خرائط المنطقة وستفرض وقائع جديدة على الأرض, فمحور المقاومة اليوم هو أقوى من أي وقت مضى، وهو اليوم من يفرض إيقاعه, وزمن التفرد والهيمنة ولى إلى غير رجعة, وعلى دول العدوان أن تعي ذلك تماما وأن تعيد حساباتها وأن تتعامل وفق هذه المعطيات والوقائع الجديدة.
ما حدث في إيران خلال الانتخابات الرئاسية وما سبقها يشبه إلى حد بعيد ما حدث في سورية قبل أيام, أو يكاد يكون مطابقاً له, إن كان من ناحية أعداد المرشحين ونسبة المشاركة الواسعة للناخبين في الاقتراع, أو لجهة الضغوط التي مارستها دول العدوان ومحاولات الـتأثير على الناخبين وعرقلة الانتخابات بأي وسيلة, أو لناحية النتائج التي آلت إليها الانتخابات, وانتصار الإرادة الشعبية, وهذا إن دل على شيء فإنما يدل وبشكل واضح على أن الفكر والنهج عند جماهير محور المقاومة واحد، وأن الثوابت والمبادئ السيادية التي لا يمكن المساومة عليها هي ذاتها, لذلك كان الهدف واحد والنتائج واحدة.
إنه زمن الانتصارات, وما تم إنجازه في إيران هو استكمال وترسيخ لما تحقق في سورية والعراق ومحور المقاومة بشكل عام, وهذه الانتصارات ليست البداية ولن تكون النهاية, لأن جماهير المقاومة حددت خياراتها, واتخذت قرارها وهي مصممة على المضي في مسيرة المواجهة والصمود والتحدي حتى تحقيق كامل أهدافها في البناء والتطوير والحفاظ على إنجازاتها السابقة، ولن تثنيها كل استفزازات دول العدوان وضغوطها.
