الثورة أون لاين – بيداء قطليش:
لا يزال وباء العنصرية يجتاح الولايات المتحدة الأميركية، التي تدعي احترام الحريات وحقوق الإنسان، فمن يقرأ تاريخها العنصري الإرهابي الأسود، يكشف بهرجة الأقوال والخطابات الرنانة، وزيف شعاراتها والتفاوت الاجتماعي العميق داخل هذا المجتمع المفكك، فالشواهد على الإجرام الأميركي أكثر من أن تعد أو تحصى على امتداد الخريطة الدولية.
العنصرية الأميركية بكل ممارساتها العدوانية ليست وليدة اللحظة الراهنة، بل هي رمز من رموز الولايات المتحدة على مر السنين، وعنوانها الأساسي في التعاطي مع أي شأن سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي، ودليل واضح على فظاعة الجرائم الأميركية وطقوس البلطجة العدوانية التي مارستها إدارات واشنطن على مر تاريخها المشبع بالإجرام والإرهاب والعنصرية.
فعنصرية أميركا لم يسلم منها الأميركيون ذاتهم، لأن النظام العنصري والتفرقة هما حجر الزاوية الذي تأسست عليه القوانين النافذة في أميركا، منذ أن قامت هذه الدولة، التي مهما تجملت إداراتها بمساحيق الخداع والتضليل لإخفاء وجه الانتهاكات الإنسانية القبيح فلن تتمكن من إخفائها، حيث التمييز العرقي والفرز الطبقي حسب اللون والأصل ضارب بجذوره في هذا البلد الداعم للإرهاب والأكثر انتهاكا لحقوق الإنسان.
اليوم بعد أن فضحت تلك العنصرية مزاعم واشنطن بالحرية والإنسانية، تطل علينا الأخيرة بمزيد من النكت الساذجة والمسرحيات الكاذبة والخادعة، من خلال احتفالها بالذكرى السنوية لانتهاء العبودية التي لا تزال قائمة ومتجذرة في كل سياساتها الداخلية والخارجية والتي تحاول من خلالها التغطية على حالة العنصرية المتجذرة داخل المجتمع الأمريكي في ظل تنامي المواقف ضد أشكال التمييز العنصري في الولايات المتحدة التي تدعي حماية حقوق الإنسان.
وفي إشارة إلى العنصرية المتجذرة في المجتمع الأميركي أزاحت مدينة نيويورك الستار عن تمثال للمواطن الأميركي من أصول إفريقية جورج فلويد الذي قتل على يد ضابط شرطة في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا في أيار 2020 تخليداً لذكراه ولذكرى الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت بعد مقتله، كما نزل المئات من الأميركيين في واشنطن إلى الشارع السادس عشر المؤدي إلى البيت الأبيض الذي أصبح اسمه ” ساحة حياة السود مهمة ” منددين بسياسات بلادهم العنصرية والمتطرفة، كامتداد للاحتجاجات الضخمة التي أثارها مقتل فلويد على يد شرطي أميركي أبيض.
ما يجري اليوم في أميركا من تمييز عنصري مفضوح وغير مسبوق، ما هو إلا غيض من فيض القوانين العنصرية المطبقة في الولايات المتحدة التي يتشدق حكامها بالعدالة والحريات.
يذكر أنه في الـ 19 من حزيران 1865 أعلن جيش الاتحاد الذي انتصر في الحرب الأهلية الأمريكية أن “العبيد الأمريكيين من أصول إفريقية” باتوا أحراراً واعتبر هذا اليوم الذي سمي “جون تينث” تاريخاً مفصلياً في حركة تحرير الأمريكيين العبيد، وهاهم ضحايا العنصرية يحيون ذكراه اليوم.
