الثورة – سيرين المصطفى:
في إطار الجهود الرامية لتحسين الواقع الخدمي في محافظة إدلب، انطلق مؤخراً مشروع لتأهيل شبكة الصرف الصحي في مدينة دركوش، بدعم من منظمة “بهار” وبإشراف مباشر من مديرية الإدارة المحلية والبيئة، وذلك استجابة لمطالب متكررة من أهالي المدينة.
المشروع يشمل تنفيذ خط صرف صحي جديد يبدأ من قرية حج نايف وصولاً إلى المصب، باستخدام قساطل بقطر 30 سم. ويهدف إلى تحسين البنية التحتية في المدينة وتأمين بيئة صحية وآمنة لسكان الأحياء غيرالمخدّمة سابقاً.
وفي تصريح خاص لـ”الثورة”، أوضح إبراهيم الإسماعيل، المكلف بتسيير وحدة إدارة المشاريع في مديرية الإدارة المحلية والبيئة بإدلب، أن المشروع جاء استجابة لمشكلات بيئية وصحية واجهت السكان منذ سنوات، حيث أدى غياب شبكات الصرف الصحي إلى تفاقم التلوث نتيجة انتشار الجورالفنية، فضلاً عن غياب تصريف مناسب لمياه الأمطار خلال فصل الشتاء.
وأشار الإسماعيل إلى أن عدد المستفيدين من المشروع لا يقل عن 5000 نسمة من سكان الأحياء التي تمّ تخديمها، لافتاً إلى أن التنفيذ أسهم بشكل مباشر في إلغاء الجورالفنية من منازل المواطنين وتحسين تصريف مياه الأمطار وتعزيز النظافة العامة وتحسين الصحة البيئية ، وأضاف الإسماعيل أن الأحياء المستهدفة خضعت لدراسة هندسية شاملة، تضمنت رفع المسارات الطبوغرافية، وإعداد دراسة فنية قُدّمت للمنظمة الممولة، حيث جرى تدقيقها من قبل لجنة هندسية متخصصة في الإدارة المحلية قبل اعتمادها.
وبعد طرح المشروع وتنفيذه من قبل الجهة المتعهدة، أُعطي أمرالمباشرة تحت إشراف بلدية حارم، مع تسجيل تعاون ملحوظ من الأهالي في تيسير أعمال التنفيذ.
تقع مدينة دركوش في شمال غرب سوريا، وتتبع إدارياً لمنطقة جسر الشغور في محافظة إدلب.
وتتميّز البلدة بموقعها الطبيعي الفريد على ضفاف نهر العاصي، الذي يشكّل عندها منعطفاً حاداً، ما يمنحها أهمية زراعية وسياحية، إذ تنتشر على جانبي النهر ترب لحقية خصبة تساهم في دعم النشاط الزراعي.
يُعد مشروع تأهيل شبكة الصرف الصحي في دركوش أحد المشاريع الخدمية النوعية التي تسعى لتحسين جودة الحياة في ريف إدلب، في ظلّ تحديات كبيرة تعيشها المناطق المحررة، ويعكس أهمية تضافر الجهود بين الجهات المحلية والمنظمات الإنسانية لتحقيق تنمية مستدامة في مرحلة ما بعد الحرب.