في ظل الارتفاع الحاد جداً في الأسعار الذي طال كل شيء بدءاً من الخضار والفواكه ومتطلبات لقمة العيش مروراً بالسلع والمواد الأساسية وغيرها وليس انتهاءً بمستلزمات الاستجمام والسياحة الداخلية وزيارة الأماكن والمواقع الشعبية بقصد الترفيه وأخذ قسطٍ من الراحة بعد تعب وضغط عمل وحياة متواصلين، بعد كل هذا يجد الناس أنفسهم أمام أعباء وتكاليف مستحيلة لا يمكن القيام بها وتحملها أبداً لتضاف إلى جملة الضغوط الحياتية والاجتماعية وحتى النفسية، حيث لم يعد بإمكان الغالبية العظمى من الناس الاستمتاع بما كان يسمى بالسياحة الداخلية أو قصد الأماكن الشعبية التي تعتبر متنفساً ونافذة لهم تخفف عليهم هموم الحياة ومتاعبها ومتطلباتها أو في الحد الأدنى تنسيهم بعضاً منها وتترك لديهم بعض الآمال والنشاط الاجتماعي المهم جداً في طبيعة الحياة اليومية.
فالجميع يحسب ويجمع ويطرح ويبرمج تبعاً لظروفه المادية التي تراجعت كثيراً، حيث اضطرت مئات آلاف الأسر وربما أكثر بكثير من حذف وشطب الكثير من بنود برامجها وخططها الاجتماعية والأسرية بفعل الحالة المادية وظروف المعيشة التي فاقت حد الاحتمال والتحمل ولم تعد متممات الحياة الاجتماعية من سفر وتواصل واللقاءات أو القيام بالرحلات و”السيران” الترفيهية واردة إلا فيما ندر وحلت محلها أولويات أخرى فرضت ذاتها على جدول أعمالنا الحياتية واليومية دون استئذان.
إن تكاليف أي رحلة ترفيهية أو” مشوار” أو زيارة أو الخروج إلى مقاصد وأماكن ومواقع شعبية أصبحت غير متوافرة في أدنى مستوياتها، فجنون الأسعار غير المعقول والذي لا يمكن أن تتحمله الأسر والعائلات في كل شيء حتى وسائل النقل إن كانت خاصة أو عامة حرمها من حق” شم الهوى” والظفر بقضاء ساعات بعيداً عن العمل وبرنامج الحياة اليومي المثقل بالأعباء والمتاعب والحسابات،
من هنا لابد أن تجد الجهات المعنية وعلى رأسها وزارة السياحة وما يتبع لها إضافة إلى الوزارات الأخرى والوحدات الإدارية والمجالس المحلية وغيرها طرقاً وحلولاً إسعافية وأن تضع برامجاً وخططاً وتقدم تسهيلات عاجلة لكسر هذه الحالة وإعادة ألق السياحة الشعبية الداخلية وأثرها الإيجابي اقتصادياً واجتماعياً وهذا ليس صعباً بل ممكن جداً فيما لو تعاون الجميع وبدأنا العمل.
حديث الناس- هزاع عساف