التحدي كبير والانتصار أكيد.. ومن رحم المعاناة والألم يولد النجاح والتميز، فالنجاح هو أكثر الأحلام التي تراودنا، وهو الشيء الذي يسعى إليه الجميع، ومن دونه تصبح الحياة ناقصة لا معنى لها ولا قيمة.. ومن أجل ذلك أصبح العمل والنجاح حاجة ضرورية ومطلباً لا يمكن الاستغناء عنه مطلقاً..
ظروف الحرب الإرهابية الظالمة والحصار الأحادي الجانب الجائر لم تؤثر على الخطط الصحية والطبية والتنموية.. فكان الإنجاز الكبير بإطلاق مركز زرع الخلايا الجذعية الدموية والمعالجة الخلوية في مشفى الأطفال بدمشق، والذي يحمل معه الكثير من الأمل بإنقاذ حياة العديد من الأطفال المصابين بالسرطان ومُخففاً الأعباء المادية والنفسية عن أسرهم.
إجراء هذا النوع من العلاج المعقد والمتطور بخبرات وطنية وبهذا الكم الذي سيقدمه المركز في ظل الظروف التي نعيشها دليل على أننا قادرون فعلاً على مواجهة أصعب التحديات.. ومن شمس كل يوم يستمد كوادرنا الصحية الأمل ويثبتون أن الصحة قول وعمل.. فلهم الشكر كلما شفي جرح واندمل.
جهد كبير بذله المختصون والأطباء والكوادر المعنية.. أثمر إنجازاً طبياً وإنسانياً ووطنياً بكل ما تعنيه هذه الكلمات والأول من نوعه في سورية، لتقديم جلّ الخدمات الطبية للأطفال، وكسر الحصار العملي بأسس علمية.. وأبجدية المعالجة للوصول إلى أحدث سبل وطرائق العلاج وبناء خطط وبروتوكولات المعالجة المتطورة للسرطان عند الأطفال.
الآمال كبيرة بأن هذا المركز سيُحدث قفزة مهمة في مجال معالجة أطفال سرطانات الدم والأورام الصلبة ومعالجة الأطفال المصابين بأمراض الدم الوراثية وأمراض نقص المناعة الخلقية والأمراض الاستقلابية الخلقية والوراثية.. وسيتغير شعور المرض ويتحول إلى أمل بأن الطفل سيتعافى ويكمل حياته بعد أن يخضع لعملية زرع خلايا جذعية.
مركز زرع الخلايا الجذعية الدموية والمعالجة الخلوية للأطفال جزء من الخطة الوطنية للتحكم بالسرطان، مركز مكتمل طبياً وتقنياً وقادر على تلبية احتياجات الفئات المستهدفة بخبرات وطنية، وبمثابة النواة المستقبلية التي تفسح المجال للعمل والمشاركة في أبحاث العلاج بالخلايا الجذعية لكثير من الأمراض المستعصية وبالتالي تقليص نسب الوفيات إلى الحد الأدنى واستعادة العافية والشفاء للكثير من المرضى ورفع المستوى الصحي في البلاد.
أروقة محلية- عادل عبد الله