الثورة أون لاين – نيفين أحمد:
يعد الوعي الجمالي لدى الطفل هدفاً تربوياً أساسياً ولا يتم تشكيل هذا الوعي من خلال الأسرة فقط بل عبر الوسائل الأخرى وقد قدم الفنان العالمي “جون كلي” لتلاميذه قصة تساعد على تشكيل الوعي التشكيلي والجمالي مستخدماً الخطوط والنقاط معتقداً بأن لها حياة وعنون قصته “فلنأخذ الخط إلى نزهة” وعلى الرغم من بساطتها لكنها تدعم وعي الطفل التشكيلي والجمالي بالحدث وتطوره كما تعمل على تحريك خياله التشكيلي وتحرض فيه القدرة على تكوين الصور ذات المعنى الرمزي.
وفي هذا الإطار قالت الفنانة التشكيلية رزان عيسى إن أول ما يجذب الطفل الألوان وخصوصًا الألوان الصاخبة فمن خلالها يتخيل أشياء خاصة به وبريئة وتتابع براءة الطفل هي التي تعطيه الرؤية للوحة ويمكن أن يرى أشياء نحن لا نراها
وتشير عيسى إلى أن ذائقة الطفل الجمالية خاصة جداً لأن الطفل لا يرى إلا الشيء الذي يحاكي براءته ومن خلال تعليمي للأطفال الرسم اكتشفت ذلك فالطفل يميل للوحات التي فيها إحساس وتوحي بالعطاء والخير والتي تحاكي الربيع الذي بداخله فهو يدقق بالتفاصيل لكنه لا يستطيع التعبير عنها لأن الطفل لا يرى التجريد فهو يشبه أشياء تحاكي طفولته وشددت بأن للطفل ذائقة جمالية خاصة به وتحاكي عالمه الخاص .
بدورها الفنانة التشكيلية لبنى أرسلان أوضحت بأن الطفل يحب ما هو جميل وملفت للنظر وحتى نجعل أطفالنا يتذوقون الفن علينا تحفيز النظر لديه “الذائقة البصرية ” لديهم فمثلاً تتابع أرسلان يجب الإشارة إليهم على كل ما هو مميز في الشارع وليرتفع أكثر المستوى الفني لديهم علينا توجيه أطفالنا للأعمال الفنية الجميلة من خلال التحفيز اللوني فهذا النوع يحبه الأطفال الألوان الزاهية وخاصة الأحمر والأصفر .
وتركز الفنانة أرسلان على أن الذائقة الجمالية ً تختزن في اللاوعي للطفل وبالتالي تنعكس على سلوكه هدوءاً وعطاءً وعلينا تحفيزها وبقوة حتى يزداد لديهم مستوى المحبة والطمأنينة ويزداد مستوى الإبداع ومستوى السلام الداخلي .
وكان لأهل الاختصاص دور مهم في موضوعنا هذا حيث التقينا مديرة المركز الإقليمي لتنمية الطفولة المبكرة كفاح حداد التي اوضحت بأن الذائقة موجودة لدى الطفل منذ نعومة أظافره فكل طفل لديه ميول وتوجه معين تجاه الأشياء فمنهم يتحسسون الألوان ويتذوقونها بطريقتهم الخاصة ولكن لا يستطيعون التعبير عنها بالشكل الكافي نظراً لعمرهم ومنهم يتذوقون الموسيقا وتلفت حداد إلى أن الطفل منذ وجوده في بطن أمه يتذوق الموسيقا فحين نضع أي نوع من الموسيقا بعد ولادته نراه يلتفت لها ويصغي بشكل جيد وهذا دليل بأن لديه ذائقة ويتذوق ويتحسس كل ما هو جميل ومميز ولكن ضمن عالمه الخاص .
وأشارت حداد إلى ان دور الأهل مهم جداً في مرحلة الطفولة المبكرة وهي المرحلة التي تبدأ من سن 3سنوات للـ 5 سنوات لاكتشاف مواهب وميول الأطفال في هذه المرحلة وتنميتها كما أكدت على دور الروضة في مساعدة الأهل في اكتشاف مواهبهم وتنميتها من خلال النشاطات التي يقومون بها في الروضة ونوهت بأن هناك حالات كثيرة اكتشفت في المركز الإقليمي وتمت متابعتها مع الجهات المختصة بتنمية المواهب والآن أبدعوا كل في مجاله ونسعى دوماً إلى الأخذ بيد أطفالنا نحو تنمية مواهبهم وحسهم الإدراكي والجمالي نحو مستقبل مشرق وجميل يليق ببلدهم ليرتفع بهم اسم سورية عالياً من خلال صنع كل شيء جميل لخدمة وطنهم .
المربية والمختصة في مجال الطفولة المبكرة شيرين شاهين بدورها أكدت لنا بأن الأطفال يتمتعون بذائقة جمالية خاصة بهم ولكن هذه الخاصة لا يستطيعون التعبير عنها في مكنوناتهم الداخلية لذلك من خلال عملنا نحاول أن نظهرها للخارج من خلال إعطائهم نشاطات يعملون بها منها المعجون والألوان وغيرها من الأدوات والوسائل التي تساعد على اكتشاف ما يمكن أن يقوم به الطفل و إبراز من خلالها الذائقة التي يتمتع بها والميول أو التوجه الذي يمكن أن يتبعه.
ونوهت شاهين بأن الألوان تشد الطفل كثيراً وتثير انتباهه ودورنا نحن هنا أن نخلق هذه الوسائل والأدوات وتسخيرها لتنمية تلك القدرات وبالتالي تنمية الذائقة والخيال لدى كل طفل لأن كما نعلم بأن الفروقات الفردية تلعب دوراً كبيراً في هذا الموضوع .