باتت مشكلة قائمة بحد ذاتها ولم تعد محصورة ضمن شريحة عمرية مجتمعية معينة دون أخرى، بل باتت في تزايد وانتشار غير مسبوق لتزداد مخاطرها وآثارها السلبية على الفرد والمجتمع، خاصة بين الشباب وهم الشريحة االأهم في المجتمع وتعلق عليها الآمال الكبيرة للعطاء والإنتاج والمساهمة في عملية البناء والتنمية بشكل عام.
إذ تعد آفة المخدرات والإدمان عليها ظاهرة غاية في الخطورة لما لها من آثار مدمرة لمن يقعون ضحيتها وفي شرك مخاطرها، حيث تتعقد إشكالياتها لتصبح حاجة يومية للمدمنين عليها، رغم صعوبات تأمين الحصول عليها والاستغلال من قبل المتاجرين بها ومن يقومون على تهريبها وترويجها بين أفراد المجتمع ومن أعمار متعددة صغيرة منها وكبيرة.
وتتعدد أسباب الإدمان على المخدرات التي لم تعد ظاهرة محدودة ضمن إطار محلي أو إقليمي، بل باتت ظاهرة تعاني منها جميع الدول، وتعمل مختلف الجهات والهيئات المعنية بها لإيجاد حلول للحد منها ومكافحتها تجنباً لمخاطرها التي تدمر الأفراد والمجتمعات وتخلق الكثير من المشكلات المجتمعية الأخرى لتدمر العلاقات بين الأسر والأبناء.
وفي سورية تظهر إحصائيات الجهات المعنية بمكافحة المخدرات تزايد نسب انتشار ظاهرة الإدمان على المخدرات والإتجار بها والترويج لها وأكثر النسب انتشاراً تتضح بين الشباب حيث سهولة الترويج لها، وازديادها خاصة خلال فترة الأزمة والحرب الكونية الإرهابية التي شنت عليها وسببت الكثير من الخراب والدمار في البشر والحجر على السواء.
وكونها ظاهرة فتاكة تزداد خطورتها على المدى القريب والبعيد وتنفق عليها الأموال الطائلة وتدمر مستقبل من يتعاطونها، فهي تستدعي دق ناقوس الخطر للعمل للحد من انتشارها وتلافي أخطارها والبحث في أسبابها من منطلق الحرص الإنساني والوطني والاجتماعي والاقتصادي على سلامة الجميع.
كما أن للتوعية المجتمعية دوراً مهماً للغاية في موضوع معالجة الظاهرة والحد منها وعلى جوانب عدة مجتمعية وأسرية وفي المدارس والجامعات وفي مختلف قطاعات العمل والتواصل الدائم مع الشباب أكثر أهمية أيضاً، مع ضرورة استمرار هذه التوعية وأن لا تنحصر في زمن أو توقيت اليوم العالمي للمخدرات في السادس والعشرين من حزيران، مع تكثيف العمل والتعاون بين جميع الجهات لتحصين المجتمع وحمايته من شرور وآثام المخدرات.
حديث الناس – مريم إبراهيم