الثورة أون لاين – حمص – رفاه الدروبي:
قيل عن فيلم درب السما إنَّه لامس الحرب دون أن يُطلق رصاصة واحدة.. إخراج جود سعيد، وتأليف رامي كوسا، ومن إنتاج المؤسسة العامة للسينما، أداء أيمن زيدان، وحسن دوبا، وصفاء سلطان، ومحمد الأحمد، ورسل الحسين، ونور علي، وحسين عباس، وجرجس جبارة، نورا يوسف، وربى الحلبي، وجابر جوخدار.. عرض بحضور مخرج العمل في قصر الثقافة بحمص.
لجأ كاتب القصة لتقديمها من الخاتمة بطريقة الخطف خلفاً على لسان بطل الفيلم المعلم زياد “أيمن زيدان” تارة والعودة إلى ذكريات أليمه يستعيدها تطرق مخيلته بين آن وآخر. تبدأ من تتر الفيلم حين يصعد “المعلم زياد” إلى حافلة مدمرة بينما تسبقه مخيلته عندما تركض ابنته وزوجها أمجد” محمد الأحمد” وسط شارع عريض يخلو من الناس يحيط الدمار به كي تُجري له عمليه زرع قرنية ثم التهجير والألم يعتصر قلبه لفراق جيران عاشوا بينهم في جنبات الحي لعقود فباتت علاقتهم قوية وكأنهم أهل ليخرج مع الخارجين إلى قريته ويلملم جراحه ومع وصوله لقريته بينما يحمل في قلبه أسى كبيراً لا تندمل جراحه بعد فقدان الزوجة وابنتيه والبيت وعجز الولد والتهجير كي يواجه جشع ذوي القربى – أخيه – ليكون أشد مضاضة فيقوم بالادعاء عليه بوجود ابنة جيران أوصاه والديها بها ليبقيا في منزلهما المحاصر لتكمل تعليمها، لكن أخاه يدعي عليه ويودعه السجن ليضع يده على إرثه.
لقد قدم الممثلون أداءً جميلاً في كامل مجريات مشاهد صعبة عرضت في نهاية الفيلم ومنظر الشنق لعروة وخطيبته ابنة أستاذ المدرسة وارتداء القدم الاصطناعية لعدد من الشخصيات، وقد تمكن كادر التصوير من التلاعب باللقطات فيما ركزت الكاميرات بمشاهد كثيرة على وجه الأب المعلم زياد وما اعتراه من أخاديد وخطوط على وجهه فكان المخرج موفقاً في تركيز المشاهد القريبة للتعبير لما آلت إليه أحواله والتقاط مناظر طبيعية جميلة للريف وجوَّه الضبابي من البرودة والحرارة لتخفف وطأة حدث صعب وبيوت عتيقة ذات أحجار سوداء بازلتية كواقع حرب أليمة سلطت على رقاب السوريين كالسكين الحاد.
أما التصوير فقد خرجت الكاميرات من الغرف المغلقة إلى مشاهد طبيعية في الهواء الطلق فالبيوت العتيقة، والدالية بأوراقها وأغصانها الصفراء وكأنها حزينة على فراق قاطني المكان، ولم يعد لها من يعتني بها ويسقيها وسط مؤثرات صوتية هادئة كسرت حدة مشاهد قاسية.
المخرج جود سعيد قال: بأن الفيلم تم إنجازه منذ ثلاث سنوات وتعتبر حمص جزءاً رئيساً من السينما وبطلة لأكثر من فيلم وتحديداً مطر حمص، لافتاً إلى تصوير فيلم “درب السما” فيها حيث أنجزه منذ عام 2016 لكن تأخر عرضه لأسباب خارجه عن إرادته، منوهاً بأن صناعة السينما تحتاج لوقت.. والفيلم سيبقى راسخاً في الذاكرة ويمنح له وقتاً لإظهاره بأفضل صيغة ممكنة في ظل إمكانيات متواضعة في صناعة الأفلام حيث يتزامن عرضه في جنيف بسويسرا الآن مع المحافظات السورية وأعتبره فيلماً صعباً حكايته موجعه، وكثيرون رأوا بأنَّه ذو إيقاع متوازن