الثورة أون لاين – نوار حيدر:
ضمن فعاليات المركز الثقافي العربي في دمشق /أبو رمانة/ أقيم مهرجان أدباء وشعراء إدلب.
رافق المهرجان افتتاح معرض كتاب لمنشورات اتحاد الكتاب العرب، إضافة إلى تكريم المقاوم أسامة فضل.
افتتح المهرجان الإعلامي الشاعر محمد خالد الخضر بقصيدة حملت عنوان (المطمورة) مستذكراً بيته المسلوب وحيثيات حياته التي طالتها يد الارهاب:
ولدي الحبيب
أنسيت فوق المكتبة
مطمورة
وكما جرى في بيتنا
سرقت وداهمها الهلاك
في بيتنا
بين الورود تركت أغنية..
وذكرى.. عندها سكن الملاك.
فيما ألقى الشاعر عبد العظيم جحجاح قصيدتين
صوَّر من خلالهما ألم فراق الديار الذي شبهه بالأم التي فقدت أولادها، ووصف دمشق الفواحة بياسمينها الصامدة في وجه من خانها من قبل قريب وغريب.
نذكر من قصيدته (يا شام) :
-ضجت لأجلك في الكونين أنغام
للأنس فيها كما للجان إسهام
-راحت تغسّل من جار الزمان به
وما طغى في رباك الغرّ إجرام
-وتوجتك الليالي رغم ظلمتها
ورغم ما عبثت في التيه أوهام.
فيما أنشد الشاعر مهند صوان بعضاً من أشعاره
تنقل فيها بين ألم تغلغل في قلبه أثناء توديعه لبلدته، وبين مشاعر الحب والهيام لمحبوبته.
فجاء في قصيدته التي حملت عنوان (تذوقي طعم القمر):
-مستحيل أن أكون
حبيبتي فراشة صفراء
-مستحيل أن أكون من الهوى حمامة بيضاء
-مستحيل أن أكون لحب ليلى نزوة عند المساء.
أفرد الشاعر مجيب السوسي بعض أشعاره في قصيدته
التي وصف بها دمشق الثكلى بمصابها، العظيمة برجالاتها على مر التاريخ، ممن شربوا ماءها فتمسكوا بعروبتها ووحدة أرضها.
نأتي على ذكر بعض ما جاء في قصيدته (صورة الجلاء العظيم):
-رمى.. ورميت ..إن الله حقّ فلا استبعاد يزرينا ورقّ
-(ويوسف)والعصي بها اشتعال مدافع من تلظّيها ورشق
-حبال الساحرين ذوت حبالاً تلفقها من الساحات برد.
ختم المهرجان الطبيب الشاعر حكمت جمعة بقصيدته التي بدأها في الأسر لدى المجموعات الإرهابية فبتروا أصابعه قبل أن يتمكن من الهرب وألقاها في المهرجان، القصيدة بعنوان (عَمَّارُ… يَا وَطَنِي القَتِيْل ):
فِيْ زَمَنِ الخِسَّةِ وَالعَيْبْ
سَمَّيْتُكَ يَا شَيْئَاً مَا ضَاعَ بِلا جَدْوَى
(( وَطَنَاً ))
رَجْمَاً بِالغَيْبْ
وَ كِقِطْعَةِ نَقْدٍ ذَهَبِيٍّ…
فِضِّيٍّ… أَوْ خَشَبِيٍّ…
لا فَرْقَ….
فَقَدْ سَقَطَتْ مِنْ ثُقْبِ الجَيْبْ
وَ أَنَا أَتَحَسَّسُّ بِالكَفِّ المَبْتُوْرَةُ كُلُّ أَصَابِعِهَا.
رافق المهرجان معرض للكتاب ضم منشورات لاتحاد الكتاب العرب، حيث أكد نائب رئيس اتحاد الكتاب العرب السيد توفيق أحمد أن معرض الكتاب جاء بالتعاون مع فرع إدلب لاتحاد الكتاب العرب، وهو جزء من تعاون عام مع كل فروع اتحاد الكتاب في المحافظات والجامعات السورية.
الاتحاد أنجز مجموعة كبيرة من الاتفاقات المبرمة بين مجموعة من الوزارات تم بموجبها الاتفاق على توزيع الكتب المطبوعة قبل عام ٢٠١٥ في كل سورية بأن يباع الكتاب بسعر مئتي ليرة سورية فقط وتحديداً في الجامعات السورية، ويبلّغ كل مدير معرض إذا رأى أن هناك طلابا لا يستطيعون دفع هذا المبلغ فيقدم مجاناً على حساب الاتحاد طالما أن الأمر يخدم القضية التعليمية والطلابية خاصة طلاب الدراسات العليا ومن هم بحاجة إلى تقديم وظائف علمية.
أما الكتب المطبوعة ما بعد عام ٢٠١٥ حتى عام ٢٠٢١ فيكون الحسم بنسبة ٦٠% ليكون الاتحاد قد قدمها بسعر التكلفة لاسيما أنه ليس بالمؤسسة التجارية أو الربحية بل يحمل رسالة نبيلة وأخلاقية وحضارية وهي إيصال الثقافة إلى العموم.
في تكريم المقاوم والمناضل أسامة فضل أكد بأنه مقاتل وابن شهيد وأخ لشهيدين، ومن عائلة اختارت الشهادة لتكون وساماً يتغنون بها، حوصر و كاد أن يكون شهيد الحق لكن القدر اختار أن ينجو ليتابع مسيرة الدفاع عن بلده سورية.
أعرب فضل عن فخره واعتزازه بهذا التكريم وأشار إلى الدور الكبير الذي يقع على عاتق المثقفين في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها سورية لأن سورية تكبر بمثقفيها ممن هم على قدر المسؤولية