الثورة أون لاين – نوار حيدر:
الصحافة هي وجه الحقيقة الذي يحتاج إلى عمل مضن في البحث عنها وتوثيقها، وهي مرآة الأدب والمظلة التي تستظل بها تلك الأفكار والمشاعر التي قد تختلج نفس الكاتب، فكلٌ يحمل رسالته، ولكلٍّ فضاؤه الذي يمكن لصاحبه أن يغوص فيه.
كثير من الكتاب استطاعوا المزاوجة بينهما فماذا قالوا عن تجاربهم وأين وجدوا أنفسهم؟
* تجاذب واختلاط..
نائب رئيس اتحاد الكتاب العرب السيد توفيق أحمد شاركنا تجربته هذه بالقول:
عملت لسنوات طويلة في الصحافة التلفزيونية المرئية كحالة وظيفية أنتجت خبرة واسعة وعميقة ومتنوعة.. كما أنني كتبت في الصحافة الورقية عندما كان عمري اثنين وعشرين عاماً.
وكنت أكتب الزاوية الأخيرة في صحيفة الفداء الحموية، كما كتبت زاوية ثقافية أسبوعية ذات أبعاد ثقافية وسياسية في جريدة تشرين لعام كامل، ونشرت مئات القصائد والمقالات في الصحافة السورية والعربية.
على صعيد الأدب بدأت كتابة الشعر في سن الثانية عشرة.
وتكوّنت أديباً قبل أن أعرف الصحافة.. وكان تكويني الأدبي واللغوي جاداً، فيه اجتهاد ومتابعة بحيث تملكتني اللغة العربية والأدب.
في البداية أخذت الصحافة مخزون الأدب لدي إلى أن نضجت التجربة الصحفية، وبعدئذ أصبح الواحد منهما يأخذ من الآخر في عملية تجاذب واختلاط وتفاعل نتج عنها شخصية أدبية صحفية وإعلامية بامتياز..
سردت هذا الاستعراض الأدبي الصحفي لأقول: ربما أجد نفسي في الحالتين دائماً الصحافة والأدب، علماً أن الأدب يسيطر على كياني باعتبار أن سنيني الأولى تأسست عليه.
* بين الواقع والخيال..
أما الصحفي والأديب ناظم مهنا عن تجربته تحدث:
إن هويتي الأساسية هي الأدب، وأنا أفكر وفق مستويين، مستوى واقعي حياتي، ومستوى خيالي أدبي يكون في لحظة الكتابة الأدبية، وهذان المستويان غير متعارضين بشكل حاد بل يرفد أحدهما الآخر، لا سيما إذا كانت الكتابة الصحفية في مجال الثقافة والفكر النقدي..
الكتابة الصحفية تنتمي عموماً إلى الحقل الوقائعي لا تحتاج إلى الخيال المحلق، بل تحتاج إلى طريقة العرض الواضحة، ولاتحتمل الغموض واللغة الاستعارية كما الأدب، والذين يمارسون الكتابة بحرفية يعرفون كيف يتحركون بين الحقلين ببراعة..
ومن جهتي لا أجد عناء في الكتابة الصحفية و لا أجد غضاضة في تطعيمها بالبعد الأدبي الحار، ومنح الكتابة بعضاً من نكهة الأدب.
لكن أولاً وقبل كل شيء أنا معنيّ جداً في إعطاء أقصى مايمكن فيما يسمى الكتابة الإبداعية من سرد وشعر.. وهنا تكون العناية في اختيار المفردات وصياغة الجملة والتراكيب والبناء وخلق الانسجام والتناغم بالشكل الأنسب..
* الأدب حكاية أخرى..
الصحفي والأديب عماد نداف كان له رأي مخالف:
لم أجد نفسي حتى الآن في الصحافة السورية، لأنه واقعياً لم تجسد الصحافة السورية نفسها كتجربة مميزة ، لذلك أنا نادم على عملي بالصحافة في ظروف صحافتنا، وقد كتبت مقالاً بعنوان: غضبت عليّ أمي فصرت صحفياً.
أما الأدب فله حكاية أخرى لأنه من أرقى الإنتاج البشري