خبر إلغاء توزيع مادة مازوت التدفئة للعائلات الذي تصدر مؤخراً واجهة الصفحات الفيسبوكية والمواقع الإلكترونية لم يتم تناوله بشكل مغلوط، وإنما كان مسموماً ومأجوراً ومدفوع الثمن سلفاً لجهابذة بعض الصفحات الإلكترونية الصفراء ممن يتناقلون الأخبار والمعلومات بطريقة ببغائية لا تمت للواقع والحقيقة بصلة.
محاولات “الفيسبوكيين” بين الفينة والأخرى تسخين الأجواء، والاستماتة في بث الشائعات، وتعكير صفو الأجواء، لم تؤتِ أكلها نتيجة الرد الفوري من قبل وزارة النفط والثروة المعدنية التي سارعت ليس فقط لتكذيب الشائعة، وإنما التأكيد للشارع أن سبب غياب التبويب من تطبيق “وين” يعود إلى تجهيز الآلية الجديدة للتوزيع عبر الرسائل النصية والتي تم تطبيقها سابقاً في دمشق وريفها الدفعة الماضية، وتأكيدها أن توزيع الدفعة الجديدة من مادة مازوت التدفئة سوف يبدأ مطلع شهر تموز القادم حيث سيتم تفعيل آلية توزيع المادة عبر الرسائل النصية في كل المحافظات.
رد فعل وزارة النفط والثروة المعدنية على فعل وفبركات “الفيسبوكيين” هو واحد من أوجه الشفافية في طريقة تعاطي وتعامل المؤسسات العامة للدولة مع المواطن وعدم ترك حبل الشائعات المغرضة على غاربه، لكن الوجه الأمثل للشفافية المطلوبة اليوم وغداً هو المبادرة الذاتية من جميع الجهات العامة ـ دون استثناء ـ للإعلان والكشف “في كل الأوقات والظروف” عن جديد قطاعها “كل متغير أو أمر طارئ” دون رتوش أو مساحيق تجميل، وفي التوقيت الذهبي لا بدل الضائع، وعدم انتظار الغير أو إتاحة الفرصة لهم لنسج ما يحلو ويروق لهم من قصص وحكايات وروايات بطريقة وأسلوب أقل ما يمكن أن يقال عنها بأنها صادمة ومربكة للشارع الذي مازال يمني نفسه أن تكون جهاته العامة ـ قولاً وفعلاً ـ السباقة والمرجعية والحصرية في نشر كل ما هو جديد بسرعة. وألا ترضى إلا بالمقدمة موقعاً، وأن تحسب كل الأمور لها “لصالحها” لا عليها “ضدها”.
الكنز معدلة- عامر ياغي