المعابر والمنابر

قضية المساعدات الإنسانية التي تستغلها الدول الغربية في مجلس الأمن الدولي لزيادة الضغوط على الدولة السورية تحت عنوان مايسمى “معابر إنسانية” لا تنطلي على أحد، فضمير الإنسانية الغربية نعرفه جيداً، ونعلم أنه لفظ أنفاسه الأخيرة على تخوم الوطن العربي منذ عقود عندما شرد كيان الاحتلال الإسرائيلي ملايين الفلسطينيين من أرضهم وشن حروباً متوالية ضد العرب في سورية ولبنان وفلسطين بمشاركة غربية مباشرة.

ليس لدى السوريين أدنى شك بأن الموضوع “الإنساني” الذي تتبجح به الدول الغربية في مجلس الأمن الدولي ما هو إلا ذريعة للاعتداء على سيادة سورية ومواصلة دعم الإرهاب، فقد تم استدعاء المجلس للنظر بهذا الموضوع من قبل الدول الغربية عشرات المرات لكنهم فشلوا في رؤية معاناة أهالي مدينة الحسكة التي تعاني انعدام مياه الشرب نتيجة ممارسات الاحتلال التركي وأدواته الإرهابية للعام الثاني على التوالي.

نعم.. عندما يتعلق الأمر بمعاناة السوريين المتمسكين بدولتهم وقيادتهم يصبح الضمير الإنساني الغربي يابساً متحجراً، ولكن عندما يتعلق الأمر بتوصيل التمويل والسلاح للإرهابيين يستيقظ ضميرهم الإنساني ويصحو وتكاد عيون الدول الغربية تذرف الدموع تعاطفاً معهم.

قطعاً لا يتفق الحس الإنساني الغربي والتباكي الغربي على حال السوريين مع الأفعال الغربية والسياسات العدوانية تجاه الشعب السوري وخصوصاً الحصار الجائر الذي تفرضه واشنطن والدول الغربية على السوريين، والذي يمنع وصول القمح والنفط والغاز ويؤثر سلباً في حياة كل السوريين من دون استثناء.

فقد أكدت سورية مراراً أنها ملتزمة بإيصال المساعدات إلى مستحقيها على كامل أراضيها بالتعاون مع المنظمات الدولية وعبر الحكومة السورية حصراً وفق القانون الدولي، لكن الدول الغربية تصر على إيصال المساعدات التي لا تتجاوز 5 % من احتياجات السوريين خارج إطار الدولة السورية، وذلك بهدف إيصالها إلى المجموعات الإرهابية لتتحول تلك المساعدات من أداة لتخفيف معاناة الناس إلى دعم للإرهاب وتمويله.

ليس مقبولاً بعد اليوم من دول تحتل أجزاء من سورية وتحاصرها منذ سنوات وتسرق قمحها ونفطها أن تتحدث عن إغاثة الشعب السوري، وليس مقبولاً أن يتاح لها استخدام منابر المنظمات الدولية للتزوير والتلفيق وممارسة الضغوط على الدولة السورية، فالمطلوب اليوم من هذه المنظمات أن تحاسب تلك الدول على الأضرار التي ألحقتها بسورية والآلام التي تسببت بها للشعب السوري.

والمطلوب اليوم أيضاً من الدول الغربية التي تتشدق بالحديث عن تقديم المساعدات للشعب السوري وعلى رأسها الولايات المتحدة أن تتوقف عن دعم الإرهاب وترفع الحصار، وعليها كذلك أن تدفع تعويضات عن الأضرار التي ألحقتها بسورية ودفع قيمة ما سرقته من نفط وقمح وثروات أخرى للشعب السوري.

 

إضاءات – عبد الرحيم أحمد

آخر الأخبار
اكتمال وصول الحجاج السوريين إلى أرض الوطن ندوة علمية لضمان استدامته.. النحل يواجه تحدياً بيئياً ومناخياً مشاريع إنسانية غزلتها بروح الحاجة.. العجة لـ"الثورة": التعليم هو المفتاح لإطلاق الإمكانيات احذروا " فوضى " الأدوية .. خطة رقابية جديدة وهيئة موحدة للمستوردين الاقتصاد الحر كيف سيدير المشاريع الصغيرة؟    امتحان اللغة العربية يختبر مهارات طلاب المعلوماتية الذكاء الاصطناعي في الإعلام.. بين التمكين والتحدي التحوّل لاقتصاد السوق الحر.. فجوة بين التعليم المهني ومتطلبات الاقتصاد الجديد وزير الاقتصاد يطرح رؤية سوريا للتعافي الاقتصادي في مؤتمر "إشبيلية" قلوب خرجت من تحت الأنقاض مازالت ترتجف... اضطراب ما بعد الصدمة يطارد السوريين في زمن السلم عادات موروثة خاطئة تتبعها نسوة في ريف إدلب لعلاج اليرقان الوليدي 16 مليون سوري بحاجة ماسة للمساعدة.. الأمم المتحدة تطلق نداءً عاجلاً الغاز يودع التقنين بعد إلغاء العمل بنظام "البطاقة الذكية" ضخ المياه من سدود طرجانو والحويز وبلوران باللاذقية  ألمانيا تقدم دعماً مالياً إضافياً لمبادرة "غذاء من أوكرانيا لسوريا"   بريطانيا تجدد التزامها بدعم العدالة وتعزيز سيادة القانون في سوريا  أزمات فنية وتقنية في أجهزة  "وطني" السويداء ... والكوادر تطالب بتدخل عاجل من "الصحة"   لقاء اتحادي التجارة السورية والخليجية..  الشرقي: سوريا تمتلك فرصاً استثمارية واعدة   دعماً لاستقرارهم.. مشروع لإعادة تأهيل مساكن الأطباء بحلب  ورشة عمل مشتركة بين وفدي دمشق وريفها وأمانة عمّان لتعزيز التعاون