لم تكتفِ واشنطن بتجييش حلفائها وأدواتها لفعل شيء ما ضد سورية في مجلس الأمن الدولي حول المعابر غير الشرعية، والتمهيد للأمر خلال الاجتماع القادم حول المساعدات “الإنسانية”، ولم تكتفِ باستنفارهم أيضاً لفعل شيء آخر في مؤتمر روما الحالي، من تشديد لحصار جائر، أو منع لإعادة الإعمار، أو محاولة فرض شروط ما للحل تتوائم مع أجنداتها الاستعمارية ورياح أشرعتها العدوانية.
لم تكتفِ بكل ذلك، مع كل إرهابها وحصارها للسوريين ودعمها للميليشيات الانفصالية والتنظيمات الإرهابية، بل دفعتها حالة الهستيريا إلى ارتكاب عدوان عسكري مباشر على المنطقة الحدودية السورية مع العراق، فعربدت طائراتها الحربية في سماء ريف دير الزور مدعية أنها تستهدف إرهابيي داعش وإذ بها تقتل الأطفال وتجرح المدنيين الأبرياء.
هكذا قامت طائرات أميركا القاتلة باستهداف المدنيين الأبرياء بذريعة محاربة الإرهاب، وهكذا تجهد إدارة بايدن نفسها لتقويض جهود الدولة السورية وحلفائها لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة الشرقية والقضاء على فلول إرهابيي التنظيم المتطرف “داعش” ومنع تسللهم بين العراق وسورية، وفي الوقت ذاته تحمي واشنطن هؤلاء المتطرفين وتنقلهم حواماتها من مكان إلى آخر لاستثمارهم ونشر فوضاها الهدامة بواسطتهم لتزعزع استقرار المنطقة وأمنها.
هذا العدوان الأميركي الجديد، الذي ينم عن الغطرسة، يهدف إلى تأجيج التوتر في المنطقة برمتها بعد فشل المخططات الأميركية المعدة لسورية، سواء في الميدان أو السياسة، ومنع الدولة السورية من إنجاز تحريرها لأراضيها ودحر الإرهاب منها، وإعادة الأمن إلى ربوعها.
وهذا العمل العدواني السافر، الذي يمثل خرقاً لمبادئ القانون الدولي ولوحدة واستقلال سورية والعراق، وتدخلاً مفضوحاً في شؤونهما الداخلية، يأتي استكمالاً للعدوانات الإسرائيلية المتكررة على سورية، سواء بأهدافها أو بتوقيتها، ويبدو أن إدارة جو بايدن أسفرت عن وجهها الصهيوني بشكل كامل وتريد تدوير تنظيم “داعش” المتطرف، وإعادة إنتاج التنظيمات المتطرفة التي تنشر الإرهاب والفوضى الهدامة في سورية والمنطقة لتحقيق مشاريعها الاستعمارية، وتريد إعادة تدوير سياساتها المفلسة بحق سورية، وهذه بعض ملامحها وعناوينها التي تحمل كل تصعيد وإرهاب وغطرسة واختراع للأزمات والمتاجرة بها وشن المزيد من الحروب في طول المنطقة وعرضها.
البقعة الساخنة – بقلم مدير التحرير أحمد حمادة