الثورة أون لاين – أدمون الشدايدة:
على خلفية بدء قوات الاحتلال بتنفيذ أعمال الهدم والتهجير القسري التي تستهدف منازل الفلسطينيين في حي البستان في القدس المحتلة، ومع توسع عملية قضم الأحياء الفلسطينية المحيطة بالمسجد الأقصى، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية سياسات سلطة الاحتلال الداعمة لعصابات المستوطنين في استباحتهم للمنازل الفلسطينية، وتعديهم المتكرر على السكان في هذه الأحياء، وذلك بالتزامن مع تأكيد جديد للأمم المتحدة بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ترتكب مئات الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال الفلسطينيين.
حيث أكدت الخارجية الفلسطينية مجدداً أن المجتمع الدولي يقف صامتاً أمام هذه الممارسات التعسفية ضد الفلسطينيين، وحذرت من أن التغافل الدولي عن محاسبة سلطات الاحتلال على جرائمها سيشجعها على الاستمرار في مخططاتها التوسعية الاستيطانية، وسيحول الأطراف الدولية المتخاذلة إلى شريكة ومتواطئة في جريمة حرب ضد الإنسانية، والتي يحاسب عليها القانون الدولي، وتعاقب عليها المحاكم الجنائية الدولية.
كما حملت حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة والمباشرة عن جميع الاعتداءات التي تمارسها قوات الاحتلال والمستوطنين ومنظماتهم وجمعياتهم الإرهابية ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته وممتلكاته، والتي تتم يومياً بغطاء وحماية من سلطات الاحتلال.
وفي إثبات جديد على عنصرية الاحتلال الصهيوني وجرائمه، أكدت الأمم المتحدة في سياق تقرير لها أن “إسرائيل” ترتكب مئات الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال الفلسطينيين.
وذكر التقرير، الذي قُدّم إلى مجلس الأمن الدولي أن 340 طفلاً فلسطينياً أصيبوا في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة خلال العام الماضي.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن جرائم “إسرائيل” تضمنّت اعتقال 361 طفلاً فلسطينياً، وإن العشرات منهم تعرّضوا لعنف جسدي من قبل قوات الاحتلال، كما أشار التقرير إلى أن قوات الاحتلال قتلت 9 أطفال فلسطينيين في الضفة الغربية، وشوّهت 324 طفلاً فلسطينياً خلال العام الماضي، 170 منهم بالغاز المسيل للدموع و70 بالرصاص المطاطي، واعتدت قواتها على 26 مدرسة ومستشفى، بينما اعتدى المستوطنون على 4 مدارس أخرى.
وبحسب التقرير فإن “إسرائيل” منعت وصول المساعدات الإنسانية إلى الأطفال، بما في ذلك التعليم والرعاية الطبية، حيث رفضت 28% من الطلبات المقدمة من قطاع غزة للأطفال للحصول على الرعاية الصحية، كما أكد التقرير أن قوات الاحتلال قامت بـ89 تدخلاً في التعليم، بما في ذلك تأخير المرور عبر الحواجز، وإطلاق الغاز المسيل للدموع بالقرب من المدارس.
قد انتقد خبراء لدى مجموعة من المنظمات غير الحكومية تسمى “Watchlist on Children 1612” Watchlist بشدة قرارات الأمين العام للأمم المتحدة بإبقاء “إسرائيل” خارج القائمة السوداء العالمية للأطراف المسؤولة عن إيذاء الأطفال، وبينوا أن عمليات تجنيد الأطفال، والهجمات على المدارس والمستشفيات، والقتل والتشويه، والاعتداء الجنسي، واختطاف الأطفال التي تمارسها سلطات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني كفيلة بإدراجه في الملحق، ما قد يؤدي إلى عقوبات من مجلس الأمن.
يشار إلى أن منظمة “Watchlist” تتكون من “منظمة العفو الدولية”، و”الشبكة الدولية لحقوق الطفل”، و”هيومن رايتس ووتش” ومنظمات غير حكومية أخرى.
وفي سياق الممارسات الصهيونية الإجرامية اليومية، اعتقلت قوات الاحتلال 18 مواطناً فلسطينياً من الضفة، إضافة لعشرات الشبان من مناطق بيت لحم و نابلس ورام الله وجنين والخليل، فيما واصل المستوطنون ممارساتهم الاستفزازية المتعمدة، حيث اقتحم مستوطنون باحات المسجد الأقصى بحماية من شرطة الاحتلال الإسرائيلية، وفق وكالة وفا الفلسطينية التي نقلت عن شهود عيان، بأن 90 مستوطناً بينهم المتطرف يهودا غليك اقتحموا المسجد الأقصى عبر باب المغاربة على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته
